• وزير الداخلية يبعث الأمل في قلب حاج ويوجه بتقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة له
    وزير الداخلية يبعث الأمل في قلب حاج ويوجه بتقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة له

المدينة المنورة في 6 يونيو / أ ش أ/ كتب: أحمد عبدالله

عندما تنظر اليه للوهلة الأولى، تجد وجه عابسا مليئاً بالألم والحسرة، ولكن تلك النظرة تبدلت إلى النقيض تماما عقب مرور نحو نصف ساعة فقط، بعد أن جاءت البشرى من غرفة عمليات بعثة القرعة بالمدينة المنورة، لتتبدل تلك المشاهد الى الرضا والفرحة والسرور.
البداية كانت داخل غرفة عمليات بعثة القرعة بالمدينة المنورة؛ حيث الجميع منشغل بمتابعة أوضاع الحجاج، سواء القادمين من أرض الوطن، للتأكد من سرعة إنهاء اجراءات وصولهم بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، أو الذين سيتم تفويجهم الى مكة المكرمة لآداء العمرة وبدء مناسك الحج، وأصوات رنين الهواتف داخل الغرفة لا تتوقف .. وهنا فوجىء أعضاء غرفة العمليات، بحاج في العقد السادس من العمر، يدخل عليهم وتبدو عليه علامات الحزن، ويطلب منهم العودة فورا إلى أرض الوطن وعدم إكمال مناسك الحج .. فساد الصمت أرجاء الغرفة وذهل الجميع من طلب الحاج.
وقال الحاج لأعضاء الغرفة، :"أنا اسمي محمود محمد حسبو من مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، وتعبان جدا بسبب إصابتي بالفتاء، والمفروض أني ذاهب إلى مكة المكرمة غدا لاداء العمرة وبدء مناسك الحج، وسألت الحجاج المرافقين لي في الغرفة عن امكانية عدم اداء العمرة بسبب حالتي الصحية، على أن أحاول استكمال مناسك الحج دون أداء العمرة ، فقالوا لي أن ذلك غير جائز .. أنا عايز أرجع بلدي حالا ".
وهنا تعامل أعضاء الغرفة مع الحاج حسبو من خلال محورين، الأول استدعاء طبيب قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، والمرافق للبعثة للكشف على الحاج وصرف العلاج اللازم له، وهو ما تم فعليا في حينه، وكذلك استدعاء الواعظ الديني المرافق للبعثة عقب انتهاءه من ندوة الوعظ الديني مع الحجاج، لإجابة الحاج عن فتواه بشأن امكانية عدم اداء العمرة، والثاني ابلاغ مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية رئيس بعثة الحج الرسمية بحالة الحاج .. وأثناء ذلك حضر الواعظ الديني وأخبر الحاج حسبو بضرورة آداء شعائر العمرة قبل بدء مناسك الحج، واقترح عليه قيام أحد الحجاج المرافقين له، بمساعدته على آداء العمرة على مقعد متحرك.
وبعد أقل من نصف ساعة، رن هاتف الغرفة ببشرى للحاج حسبو .. رئيس بعثة الحج عرض الأمر على وزير الداخلية، والذي وجه بتقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة للحاج بشكل فوري، وقيام أحد أعضاء بعثة القرعة، بمرافقة الحاج حسبو من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، واصطحابه على مقعد متحرك لآداء شعائر العمرة، وتسكينه بغرفة بطابق أرضي لتسهيل حركته اليومية إلى الحرم، مع قيام أعضاء البعثة الطبية بملاحظة حالته الصحية باستمرار .. وفجأة تبدلت ملامح وجه الحاج حسبو من الألم والحزن إلى الفرح والسرور، لتظهر الدموع في عينيه، لكنها دموع الفرح بزيارة بيت الله الحرام وآداء مناسك الحج.
والتقى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضي المقدسة أحمد عبدالله، الذي كان متواجدا بغرفة عمليات بعثة القرعة لممارسة عمله الصحفي في تغطية فعاليات بعثة الحج الرسمية، بالحاج حسبو، وقال له :"الحمد لله، أنا دخلت على مسئولي بعثة القرعة مغموم وحزين، وخرجت مجبور الخاطر، بعد أن قدموا لي كل أوجه الرعاية اللازمة، سواء الطبية أو مساعدتي بشكل لم أكن أصدقه لاستكمال اداء المناسك".
والتقى موفد (أ.ش.أ) مع الحاج حسبو مرة أخرى في مكة المكرمة بمقر اقامته، عقب اداءه شعائر العمرة على مقعد متحرك بمساعدة أحد أعضاء البعثة، فقال له:،"أنا عايز منك خدمة إنسانية، أنا رجل فلاح وأعرف يعني إيه الأصول، أنا بعد التسهيلات التي قدمت لي، عايز أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي على رعاية أولادها في الخارج، ما تم معي هنا يؤكد اهتمام الدولة بالبسطاء والعمل على راحتهم.. وهو ما تم معي فعليا.. أدعولي أكملها على خير وارجع بلدي تاني ان شاءالله بعد أن أكون حجيت وأسقطت الفريضة بمشيئة الله".
س.ع
أ ش أ