• السفير حسام زكي الامين العام المساعد
    السفير حسام زكي الامين العام المساعد

جدة في 15 مايو/ أ ش أ/ عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي اجتماعا اليوم بجدة للتحضير للملفات الاقتصادية والاجتماعية التي ستناقشها القمة العربية الثانية والثلاثون المقرر عقدها يوم ١٩ مايو الحالي بالسعودية .
وفي كلمة له خلال افتتاح الاجتماع ألقاها نيابة عنه السفير حسام زكي الامين العام المساعد قال السيد أحمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية ان اجتماع المجلس اليوم وسط تطورات إيجابية تشهدها المنطقة العربية، وذلك في ظل المستجدات المتعلقة بإحدى أهم الأزمات العربية التي استعصت على الحل لأكثر من عقدِ من الزمن.. وأقصد هنا الأزمة السورية... حيث تستأنف وفود الحكومة السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، تنفيذاً لقرار السادة وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأسبوع الماضي... وفي هذا الشأن ستقوم الأمانة العامة بالتنسيق مع الجانب السوري لإطلاعه على مستجدات العمل العربي في المجالين الاقتصادي والاجتماعي..
ورحب أبو الغيط بالدكتور محمد سامر الخليل - وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بالجمهورية العربية السورية الذي يحضر الاجتماع وقال
إنّ هذه الأجواء من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي، والذي بدأ بالفعل يأخذ منحاه الجدير به، ويعكس على نحوٍ عملي المساندة والمؤازرة بين الدول العربية.. والمؤاخاة التي لطالما تطلّعت إليها الشعوب العربية.. لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية.
وأشار إلى أن هذه الأجواء الإيجابية ، لا ينبغي لها أن تدفعنا بعيداً عن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية منذ سنين خلت؛ ألا وهو تراكم التحديات الخطيرة وتداخلها، والتي لا زال يتعرّض لها البنيان العربي وأركانه الأساسية... هذه التحديات شديدة التداخل وعميقة التأثير، وقد أفرزت موجة جديدة من موجات النزوح واللجوء في المنطقة العربية، وألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، على نحو لم يزل يبُث تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بمختلف أركانه الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال إن هذا الواقع يستدعي … بالإضافة إلى تكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية عربية مستدامة تعزيز العمل العربي الاقتصادي و الاجتماعي داعيا المجلس باعتباره الذراع التنفيذية لمنظومة العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلى تكثيف العمل لوضع خطط عمل قابلة للتنفيذ وذات أُفق زمني واضح، من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة في المجتمعات العربية، وتلك التي تواجه مصاعب لا طاقة لها بها... وجامعة الدول العربية على أتمّ الاستعداد لتيسير تلك الجهود وتقريب الخُطى وتنسيق التحركات.
واوضح ابو الغيط ان جدول أعمال اجتماع اليوم يتناول البنود المُدرجة في الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقادة العرب بعد أيامٍ قليلة، والتي تمت مناقشتها باستفاضة خلال الفترة الأخيرة، وهي موضوعات مهمة من ضمنها بعض الاتفاقات والاستراتيجيات العربية التي تم التوصل إليها بعد جهود مضنية بذلتها اللجان المختصة وفِرق العمل المعنية، وأقرتها المجالس الوزارية، ومنها الاستراتيجية العربية للسياحة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا بـاسم "الأجندة الرقمية العربية"، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الاعاقة.
كما يبحث اجتماع اليوم سبُل تفعيل اتفاقيات النقل التي أُبرمت في إطار المنظومة العربية، وهي عديدة ومترابطة حيث يعدّ النقل ركنا أساسيا من أركان التكامل الاقتصادي العربي، وقد شكّل عائقا أمام زيادة التجارة البينية العربية وازدهارها...ونظرا للتأخر المسجل في الانضمام إلى تلك الاتفاقيات وتفعيلها ارتأت الأمانة العامة أهمية طرح الموضوع على مجلسكم الموقر للدفع به قدما.
واكد ابو الغيط ان قضية "الأمن الغذائي العربي" تعد إحدى أهم الأولويات العربية وأكثرها إلحاحاً، وذلك بالنظر إلى تناقص المخزون الغذائي على المستوى العالمي، فضلاً عن ارتفاع الأسعار ومحدودية الموارد. وحيث أن المنطقة العربية تواجه بالإضافة إلى ذلك، تحدياً كبيراً يتمثل في استمرار النمو السكاني، فإن الوضع سيزداد صعوبة إذا لم يتم التعامل معه بالسرعة الكافية.
وفي هذا الشأن، وافقت قمة الجزائر، العام الماضي على عدد من الخطط منها على سبيل المثال البرنامج المستدام للأمن الغذائي العربي والوثائق المكملة له، والاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة، ومبادرة تحسين النوعية التكنولوجية للقمح المنتج محلياً، واستدامة المراعي العربية.. وغيرها ...وسيحظى هذا الموضوع بقدر كبير من النقاش خلال القمم العربية القادمة ومنها أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المُقرّر أن تستضيفها الجمهورية الإسلامية الموريتانية قبل نهاية هذا العام.
س.ع
أ ش أ