• مدير عام
    مدير عام "باكتيك" التونسية لـ "أ ش أ": زيت الزيتون سفيرنا حول العالم

تونس في 16 أبريل /أ ش أ/حوار : مروة صبحى
قال مدير عام المركز الفني للتعبئة والتغليف بوزارة الصناعة التونسية (باكتيك- PACKTEK) عبد الكريم حمداوي إن زيت الزيتون التونسي هو "الذهب الأخضر" أو البترول الأخضر، ويعتبر سفير تونس حول العالم، مؤكدا أن تونس هبة زيت الزيتون، نظرا لوفرته ونقائه وخلوه من الملوثات الكيميائية وجودته العالية التي يتميز بها وينافس بها في كل الأسواق العالمية.
وأضاف عبد الكريم حمداوي- في حواره مع موفدة مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس- أن الزيتون مترسخ في التاريخ التونسي وفي وجدان كل مواطن وليس من قبيل الصدفة أن تجد الجامع الأكبر في المدينة العتيقة للعاصمة تونس يسمى بجامع الزيتونة المعمور، والجامعة الأعرق على مستوى العالم بأسره تسمى جامعة (الزيتونة)، فالزيتون ينتشر في كل ربوع تونس من شمالها إلى جنوبها مرورا بالوسط والجنوب، وكذلك في السهول والجبال وعلى ضفاف البحر، فالجميع يغرسون هذه الشجرة المباركة التي تحظى بحفاوة استثنائية، حتى باتت تستعمل للزينة في الساحات العامة وفي حدائق المنازل وغيرها وخاصة في المدخل الرّئيسي لـ (باكتيك) وفي ساحته.
وأوضح أن تونس تعتبر أكثر البلدان شهرة في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في مجال زراعة الزيتون، حيث تخصص أكثر من 30% من أراضيها الزراعية لزراعة أشجار الزيتون، وتحتل المركز الثاني عالميا في إنتاجه بعد الاتحاد الأوروبي، حيث يتراوح الإنتاج ما بين 200 ألف و365 ألف طن في المواسم الماضية، مشيرا إلى أن في عام 2022 بلغ حجم الإنتاج حوالي 240 ألف طن وتمّ تصدير 210 آلاف طن: منها 30 ألف طن معلّب أي حوالي 14% من حجم الصادرات والباقي تم تصدريه سائبًا.
وأضاف حمداوي أن نسبة التصدير لزيت الزيتون المعلب وإن كانت تجاوزت لأول مرة 14% من حجم الصادرات، فإنها لا تزال بعيدة عن الطموحات المنشودة ويتم العمل بقوّة على مضاعفة هذه النتائج باعتبار القيمة المضافة العالية التي تأتي من التعليب، علاوة على إمكانية مضاعفة الموارد من العملة الصعبة من خلال زيادة نسبة تصدير زيت الزيتون المعلب إلى الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن بلاده تصدر حوالي ما بين 80 و90% من الإنتاج التونسي ككل وذلك حسب الموسم، وتحصل إيطاليا واسبانيا وهما المنافستان الرئيسيتان لتونس على حوالي ما بين 70 و 80% من حجم صادرات تونس من زيت الزيتون السائب، حيث تقومان بشراء الزيت الخام بسعر زهيد وتعبئته وتعليبه وتثمينه وبيعه بأضعاف مضاعفة لباقي دول العالم، والاستفادة بكامل القيمة المضافة التي كان من الأولى أن يستفيد منها الاقتصاد التونسي.
وأكد مدير (باكتيك) أنه منذ سنوات كان إجمالي المنتج التونسي يصدر سائبا إلا أن الدولة وضعت برنامجا وطنيا للنهوض بزيت الزيتون المعلب، وتم إنشاء الصندوق الوطني للنهوض بزيت الزيتون المعلب، والذي يهدف إلى النهوض ورفع صادرات زيت الزيتون المعلب، وقد تمّ في هذا الصدد تكليف المركز الفني للتعبئة والتغليف (باكتيك) بالقيام بكل العمليات الترويجية ذات المصلحة العامّة؛ للتعريف بزيت الزيتون المعلب والترويج له في كل بلدان العالم.
وقال إن بلاده سجلت تطورا كبيرا في مجال التعبئة والتغليف وصناعة الزيتون وتصديره للخارج، ورغم الإنتاج الوفير إلا أن تونس ما زالت لم تصل إلى الهدف المنشود، مؤكدا أنه في أحسن الحالات، رغم التطور المستمر وبلوغ 30 ألف طن سنة 2022، لم تصل صادرات زيت الزيتون المعلب في أحسن الأوقات إلا إلى 15%، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بكمية الإنتاج.
وأعرب عن أمله في الوصول إلى تصدير 50 ألف طن من زيت الزيتون المعلب بحلول عام 2025، وهو ما سيعد وقتها تتويجا لكلّ المجهودات والحملات الترويجية بالخارج وكذلك بالداخل، علاوة على المنح والدعم، الذي يقدمه صندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب، وتشجيع الشركات العاملة في القطاع على التعليب والتصدير وخاصّة على الأعمال الترويجية بالخارج.
وأوضح حمداوي أن صناعة زيت الزيتون من الحقل إلى التصدير تمثل مصدر رزق مباشر أو غير مباشر لأكثر من مليون شخص، وهو ما يعادل نسبة 20% من التشغيل في القطاع الزراعي، حيث يوجد أكثر من 1.8 مليون هكتار مزروعة بالزيتون.
وحول رؤيته للنهوض بإنتاج وصادرات زيت الزيتون المعلب.. أكد عبد الكريم حمداوي أن ذلك يكون من خلال تكامل كل الوسائل المتاحة والاستغلال الأمثل للموارد رغم ضعفها، ومن ذلك المشاركة المشرفة والبارزة والمؤثرة في أهم المعارض الدولية، ومنها الخليج العربي ودبي وأمريكا وكندا والصين؛ وذلك للتعريف بزيت الزيتون المعلّب على أوسع نطاق.
وأشار إلى ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة؛ للتعريف بزيت الزيتون التونسي على غرار الملتقيات الوطنية والعالمية الكبرى، بمشاركة البعثات الدبلوماسيّة والسفارات التّونسيّة في كل بلدان العالم من خلال دبلوماسية اقتصادية ميدانية نشيطة، وهو ما قام به الـ (باكتيك) بامتياز خلال السنتين الأخيرتين بالتعاون مع السفارات التونسية في أمريكا ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وقريبا في الكاميرون وسلطنة عمان وكندا، موضحا أنه تم عمل يوم تعريفي بالسفارة التونسية في مصر؛ للترويج للزيت المعلب، وذلك بالتعاون مع وزارة التجارة المصرية.
ونوه إلى أهمية استغلال المسابقات الدولية للترويج لصورة تونس، وهو ما حصل في الفترة الأخيرة، حيث أحدث زيت الزّيتون التّونسي المعلّب صدى كبيرا في كلّ المحافل الدّوليّة حيث تمّ تتويجه، خلال هذا الأسبوع، من عدد مهم من المؤسسات الناشطة في قطاع زيت الزّيتون المعلّب، حيث تم الحصول على 21 ميدالية في المسابقتين الدوليّتين الأخيرتين لأحسن زيت زيتون في العالم (JOOP) باليابان و(NYIOOC) بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكيّة، علاوة على 15 ميدالية في (BIOL) بإيطاليا لأحسن زيت زيتون بيولوجي، و11 ميدالية في (Olio Nuevo Days) بباريس في الأسابيع الماضية.
وأكد أن زيت الزيتون التّونسي حطّم أرقاما قياسيّة خلال السّنتين الأخيرتين في كلّ المسابقات الدّوليّة، وتحصّلت تونس على 300 ميداليّة خلال سنة 2022، و214 ميداليّة في سنة 2021، وتعتبر تونس لأوّل مرّة ضمن العشر الأوائل في العالم في هذا المجال.
وأوضح أن هذه الميداليّات تساعد على التعريف بزيت الزيتون التّونسي المعلّب على أوسع نطاق على مستوى العالم، وذلك لدى المختصّين في القطاع ولدى المشترين والمستهلكين في كلّ العالم.
وقال حمداوي إن تونس تستعد للمشاركة في المعرض الدّولي للصناعات الغذائيّة بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكيّة (Summer Fancy Food Showw New York) بجناح خاصّ بزيت الزيتون التّونسي المعلّب يؤمّنه المركز الفنّي للتعبئة والتغليف "PACKTEC" تحت إشراف وزارة الصناعة والمناجم والطّاقة، في شهر يونيو القادم، وذلك بعد النجاح الكبير للمشاركة التّونسيّة في نفس المعرض لسنة 2021.
وأضاف أن تونس تألقت خلال شهر فبراير الماضي في المعرض الدّولي للصناعات الغذائيّة بدبي بالإمارات العربيّة المتحدة (Gulfood 2023) وكانت مشاركة استثنائيّة وقياسيّة من خلال مشاركة 16 مؤسسة تونسيّة مختصّة في إنتاج وتعليب وتصدير زيت الزيتون، ويعتبر هذا العدد قياسي ويعكس توجّه تونس الحقيقي نحو تثمين هذه الثروة الحقيقيّة "الذهب الأخضر".
وحول أهم التحديات التي تواجه صناعة زيت الزيتون.. أكد مدير (باكتيك) أن تكلفة التعليب تظل مرتفعة جدا وغير تنافسية، وهو ما يستوجب العمل على دفع الاستثمارات في مجال البلور، مشيرا إلى وجود شركة واحدة للتعليب هي التي توفر جزءا من كافة الطلبات، وهو ما يجعل الأمر في غاية الصعوبة للاستجابة لكل متطلبات السوق، مما يضطر المستثمرون خاصة الصغار والناشئين إلى استيراد القوارير الزجاجية، معربا عن أمله في تخطي تلك الصعوبات في أقرب وقت ممكن حتى تشهد صناعة زيت الزيتون في بلاده مزيدا من التقدم والازدهار.

مرو/ أ د ه/ن و ر
أ ش أ