القاهرة في 17 مارس/أ ش أ/ أكد السفير باتريس باولى المكلف بالتواصل باللغة العربية بالخارجية الفرنسية على الشراكة الوثيقة التي تربط بين بلاده ومصر.. مشيرا إلى أن فرنسا أصبحت ثاني أكبر مزود للقمح بالنسبة لمصر.
وقال باتريس - في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين اليوم الجمعة - إنه يقوم خلال زيارته الحالية إلى مصر بالمشاركة في الاجتماع الإقليمى الدوري للسفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط والذي يجمع سفراء فرنسا في مصر والأردن ولبنان وإسرائيل والسعودية والسفيرة غير المقيمة بسوريا والقنصل العام بالقدس إلى جانب عدد من الدبلوماسيين الفرنسيين الذين قدموا من باريس .. لافتا إلى أن الاجتماع ناقش عددا من الموضوعات من بينها الأوضاع في المنطقة والتحديات المرتبطة بتداعيات الأزمة الأوكرانية على الدول خارج أوروبا وكيفية المساهمة في مواجهة لهذه التحديات.
وأضاف أنه حرص خلال زيارته الحالية إلى مصر - التي عمل بها لمدة أربعة أعوام بالسفارة الفرنسية بالقاهرة في تسعينيات القرن الماضى - على القيام بجولة في القاهرة الإسلامية، كما قام بزيارة منطقة الدرب الأحمر.
وردا على سؤال حول موقف باريس من التطورات الحالية في الأراضى الفلسطينية..قال إن بلاده تدين أعمال العنف والعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين، ونستنكر العمليات الإرهابية ضد الإسرائيليين وأيضا كل أعمال العنف التي تؤدى إلى وفاة مدنيين فلسطينيين.
وأضاف أن فرنسا تدعو الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن أى أعمال تغذى العنف والتصعيد، وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسئوليتها تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن رؤية بلاده تتمثل في الرجوع إلى مائدة المفاوضات وهو طريق صعب ولكنه الهدف للوصول إلى حل الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب مع القدس عاصمة لهما لكى يتمتع الشعبان في سلام وأمن.
وحول موقف فرنسا بالنسبة للوضع في لبنان .. أكد أن موقف فرنسا تجاه لبنان واضح للغاية فالقرار عند اللبنانيين، وعلى المسئولين اللبنانيين أن يتحملوا مسئولياتهم وهو ما يعنى انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة تتخذ قرارات، التعامل ومعالجة الأزمة الاقتصادية ومواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه الشعب اللبناني وذلك على سبيل المثال تمويل صندوق النقد الدولي للبنان، وهو ما يحتاج إلى قرارات لبنانية والقرار عند اللبنانيين.
وشدد على أن بلاده لا تتدخل ولا تدعم أى مرشح بعينه من بين المرشحين للرئاسة ولكن هناك تنسيق مستمر مع كل الأطراف المعنية بلبنان، ونفكر في وسائل لمساعدة لبنان ولكن لن نأخذ محل اللبنانيين.
وفيما يتعلق بالاتفاقية الأخيرة بين المملكة العربية السعودية وإيران.. قال إن فرنسا ترحب بكل الخطوات التي تؤدى إلى تهدئة الأوضاع وإلى الحوار.. واصفا القرار بأنه "جيد".
وأضاف أن باريس تشجع مؤتمر بغداد القائم على مفهوم التعاون الإقليمي وإيران شريك في هذا المؤتمر.. مضيفا أن العودة إلى الحوار والتنسيق يعد خطوة جيدة.
وحول موقف باريس من أزمة "سد النهضة".. قال إن فرنسا تشجع الحوار بين الدول الثلاث والتوصل إلى اتفاق فيما بينهم.
وأشار إلى الإعلان الصادر من مجلس الأمن تحت الرئاسة الفرنسية في ٢٠٢١ والذي يدعو ويشجع الأطراف المعنية إلى الحوار وإيجاد حل عن طريق المفاوضات، وهو المرجع الموجود في مجلس الأمن.
وردا على سؤال حول تداعيات الحرب في أوكرانيا.. قال إن بلاده أعلنت منذ اليوم الأول موقفها المساند والداعم لكييف على الصعيد السياسي والإنساني والعسكري ، كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حتى استرجاع أوكرانيا لكامل أراضيها.
وأضاف باولى أنه في نفس الوقت تركز فرنسا أيضا على أثار الحرب - على حد تعبيره- على العالم وكيفية مساهمة باريس في مواجهة ذلك ، حيث شاركت في بعض البرامج فعلى سبيل المثال فان فرنسا حاليا هى المزود الثاني للقمح في مصر في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
واستعرض الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمواجهة تداعيات الوضع في أوكرانيا على العالم بما في ذلك مشاركتها كدولة وفي إطار الاتحاد الأوروبى أيضا في برنامج الأمم المتحدة "فارم" الذي يرمى إلى ضمان التزويد للحفاظ على أسعار الحبوب ، وضمان الانتاج المحلى للحبوب والمنتجات الزراعية، وتعزيز الدعم لبرنامج الغذاء العالمي لمساندة البرامج المتعلقة بالغذاء وتمويل نقل الحبوب من أوكرانيا ونسهل النقل عن طريق تمويل خاص كما فعلنا إلى أثيوبيا والسودان واليمن الذى يعاني من أزمة إنسانية.
وأوضح أن مساعدة فرنسا لبرنامج الغذاء العالمي تبلغ ما يقرب ١٦٠ مليون يورو، بالإضافة إلى المشاركة في برنامج "ممرات التضامن" الأوروبي الذي يهدف إلى تصدير الأغذية والمنتجات الزراعية من أوكرانيا عن طريق البر وهو ما سمح بتصدير حوالى ٢٥ مليون طن من الأغذية منذ بداية الأزمة.
كما أشار إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتاج الأسمدة الضرورية للانتاج الزراعي.
وفيما يخص تداعيات أزمة أوكرانيا على الطاقة في أوروبا... اعتبر الدبلوماسي الفرنسي أن روسيا راهنت على ضعف أوروبا وهو رهان فاشل ، حيث أكدت الأزمة قوة أوروبا في عدة ملفات من خلال فرض عقوبات جماعية أوروبية على روسيا بالإضافة إلى شراء معدات عسكرية بصفة مشتركة وهو أمر غير مسبوق، كما تم تخفيض الاعتماد على الغاز والطاقة من روسيا.
وبالنسبة لليبيا..أكد ان بلاده تأمل أن يتمكن الليبيون من الوصول إلى حل وتدعم جهود الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا الذي تقدم بأفكار في ٢٧ فبراير ونأمل أن تؤدى إلى إيجاد حل وتحقيق العمليات الانتخابية في ليبيا.
وفيما يتعلق بما تقوم به فرنسا من جهود لتعزيز الفرانكفونية فى العالم .. قال إن بلاده عندما تدافع عن الفرانكفونية هى تدافع عن جميع اللغات وتعددية اللغات والاعتراف بحق كل شخص في التعبير عن نفسه بلغته.. مشيرا إلى أن فرنسا تقدم كل عام مشروع قرار بالأمم المتحدة للدفاع عن التعددية اللغوية.
وكشف عن أن قمة الفرانكفونية القادمة ستنعقد في فرنسا حيث سيتم مناقشة العديد من الموضوعات الهامة.. مشيرا إلى وجود عدد من كبير من المدارس الفرنسية في مصر.
ن و ر
أ ش أ
الخارجية الفرنسية: شراكة وثيقة مع مصر ..وفرنسا ثانى أكبر مزود للقمح بالنسبة للقاهرة
مصر/فرنسا/سياسة
You have unlimited quota for this service