إعادة مطلوبة
========

كفر الشيخ في 19 أكتوبر/أ ش أ/ شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم /الأربعاء/ حفل افتتاح مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس في محافظة كفر الشيخ.. وحضر الحفل رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.. وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ومن جانبه، أكد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية اللواء أركان حرب وليد حسين أن مشروع استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء يعد أحد المشروعات التعدينية الجديدة الواعدة الذي أعيد اكتشافه مرة أخرى بإرادة سياسية واعية، مؤمنة بمقدرات بلدها وقدرات أبنائها ورؤية وطنية ثاقبة نحو استشراف المستقبل.
وقال اللواء أركان حرب وليد حسين -في كلمته خلال الافتتاح- إن مسيرة التنمية تتوالي مع إشراقة كل شمس في كافة ربوع الوطن بتحقيق إنجاز تلو إنجاز، وقد تسارعت وتيرتها خلال السنوات الماضية ولن تتوقف لأن لدينا عزيمة على تقوية دعائم اقتصادنا، وإرادة في الاستفادة بما لدينا من موارد.
وأضاف أن ما يجري اليوم على أرض مصر من تطور وتقدم في شتى مناحي الحياة لا تخطئه عين، معربًا عن فخره بأن يتواكب افتتاح اليوم مع احتفالات شهر أكتوبر الذي شهد أعظم انتصارات مصر في العصر الحديث وهي حرب أكتوبر المجيدة؛ التي أعادت لمصر بل وللأمة العربية عزتها وكرامتها وللعسكرية المصرية كبريائها وشموخها.
وأعرب عن سعادته بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لإعطاء إشارة البدء لتدشين مشروع تركيز وفصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء.. وأضاف أن المشروع أحد المشروعات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والذي سيكون قيمة مضافة في مجال الصناعات التعدينية ما يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي ارتباطًا باتجاه الدولة الداعم للاستثمار بالقطاع الصناعي في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم أجمع.
وأوضح أن الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وهي تحتوي على نسب عالية من المعادن الاقتصادية التي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية المهمة.. منوهًا إلى أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، يتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان.
وأشار إلى أنه من المخطط أن يستخرج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية؛ وذلك وفقًا لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية تكفي للتشغيل ما يزيد على 200 عام بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة الواعدة الجاري تحديد حجمها وتركيز المعادن الاقتصادية بها، فضلًا عن العائد الاقتصادي الهائل والمردود الاستراتيجي بهدف سد الفجوة بين متطلبات السوق المحلية والاستيراد وتصدير الفائض منها للسوق الأوروبي والآسيوي.
وعقب كلمة مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، عُرض فيلم تسجيلي بعنوان "رمال من ذهب"، منوهًا إلى أن مصر أرض الكنوز التي توزن فيها الرمال بميزان الذهب.
واستعرض الفيلم التوجيهات التي أعطاها الرئيس السيسي لتنفيذ بنود استراتيجية مصر المستدامة 2030 يتقدمها الاستغلال الأمثل لثروات مصر الطبيعية وفي القلب منها الرمال السوداء.. مشيرًا إلى أن المعادن المستخلصة من الرمال السوداء ركيزة أساسية لمجالات صناعية عديدة ومن بينها صناعة السيراميك، والخزف والدهانات، وهياكل الطائرات والسيارات، علاوة على الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة.
وأوضح الفيلم التسجيلي أن الرمال السوداء تشكل ثروة طبيعية تتجلى بالكثبان الرملية على الشريط الساحلي الممتد بطول 400 كيلومتر بين مدينتي رفح في سيناء وأبي قير بالإسكندرية، وكذا مواقع أخرى للرمال السوداء في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.. ولفت إلى أن عجلة الإنتاج دارت ببناء مجمع صناعي في منطقة البرلس على مساحة 80 فدانًا يضم 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، مبينا أنه بدأت المرحلة الأولي للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة "تحيا مصر" هولندية الصنع، وهي أول كراكة تعمل بالطاقة الكهربائية وصديقة للبيئة وتقوم بدفع المياه في اتجاه الكثبان الرملية فتنساب إلى قاع البحيرة الصناعية، بالإضافة إلى أعمال تكريك بعمق يصل إلى 18 مترًا لتسحب الماء المختلط بالرمال إلى المضخة الرئيسية بالكراكة ليعاد ضخها مجددًا إلى مصنع التركيز العائم داخل البحيرة مرورًا بخطوط الأنابيب.
ولفت إلى أن المشروع أسهم في توفير أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، منوهًا إلى سعي مصر لتوطين المزيد من الصناعات وفق أحدث التقنيات.. كما استعرض كلمة للمدير التنفيذي للمشروع أرنولد دابس، والذي وجه الشكر للرئيس السيسي على اهتمامه ومساهمته في تنفيذ المشروع، قائلًا: "نحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذه المشروعات كمُصنعين لأحدث كراكة كهربائية، ومتحمسون وواثقون في استمرار التعاون؛ الأمر الذي سيجعل المشاريع المستقبلية تشهد نجاحًا عظيمًا".
من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة شركة منيرال إحدى الشركات المنفذة للمشروع أندرو فوستر، عن فخره للمشاركة في هذا المشروع الفريد والمهم الذي سيحقق فوائد كبيرة لمصر في شكل الصناعات التحويلية، وزيادة الصادرات لتصبح مصر جزءا من صناعة الرمال المعدنية العالمية.
وبدوره، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل، أن مشروع مجمع مصانع تركيز وفصل المعادن الاقتصادية الثقيلة المستخرجة من الرمال السوداء مشروع ذو جدوى اقتصادية عالية وجاذبة للاستثمارات، ويهدف إلى تركيز وفصل المعادن الاقتصادية المستخرجة من الرمال السوداء بالتعاون مع الخبرات الأجنبية وهيئة المواد النووية لنقل وتوطين التقنيات الحديثة لهذه التكنولوجيا.
وقال اللواء مجدي الطويل -في كلمته- إن رواسب الرمال السوداء تتواجد على ساحل البحر المتوسط في المنطقة من أبو قير غربًا وحتى رفح شرقًا وعلى ساحل البحر الأحمر من جنوب مرسى علم حتى جنوب برنيس وأيضًا ببحيرة ناصر.
وأشار إلى أنه تم إعداد دراسة جدوى متكاملة للمشروع مكودة من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال التعدين وهي: شركة روش مايلنج الأسترالية واستغرقت دراسة الجدوى ثلاث سنوات تضمنت دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع ودراسة تقييم الآثر البيئي والدراسة التسويقية دراسة احتياطي التعدين.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى إقامة مجمعات صناعية جديدة، حيث تمتلك هذه المعادن طيفًا واسعًا من التطبيقات الصناعية بالإضافة إلى قابليتها للمعالجة، وتعظيم القيمة المضافة لخلق كيانات صناعية عملاقة؛ فضلًا عن تحقيق عائد اقتصادي وتوفير عملات أجنبية من خلال تغطية السوق المحلية من المعادن واستغلال الطلب العالمي المتزايد لتصدير الفائض، وتوفير 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بالمحافظات الواقع بنطاقها المشروع.
وأشار إلى أن المشروع ينتج العديد من المعادن الاقتصادية المهمة والتي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية مثل معدني الألمانيت والروتيل، وهما مصدران رئيسيان لإنتاج معدن التيتانيوم، والذي يدخل في الصناعات الاستراتيجية المهمة مثل صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأجهزة التعويضية، وإنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم، والذي يستخدم في تصيين الدهانات والأصباغ والورق والجلود والمستحضرات الطبية، كما ينتج المشروع معدن الزيركون الذي يدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية والزجاج والسبائك المواتير وتركيبات الأسنان وتبطين الأفران.
وأوضح أن التعدين في العديد من الدول يعد المصدر الأول لثرواتها وقوة اقتصادها فهو لا يحتاج إلى مواد خام باهظة التكلفة كالصناعات الأخرى بل يحتاج إلى التخطيط السليم لتعظيم العائد والفوائد من الموارد الطبيعية وإدارة هذه الموارد بطريقة اقتصادية سليمة.
وأكد أنه تم تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية وبمساهمة كل من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار القومي ومحافظة كفر الشيخ والشركة المصرية للثروة التعدينية، لافتًا إلى أن هذا المشروع الحلم الذي أصبح واقعًا على أرض مصرنا الحبيبة هو نتيجة جهد عظيم وتحد كبير للحصول على هذه التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في الاستخراج والفصل ونتيجة لمتابعة سيادتكم المستمرة من تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء وخلال جميع مراحل المشروع اليوم وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم دعم سيادتكم المستمر أصبح الحلم الذي كنا نتمنى تحقيقه منذ عقود طويلة حقيقة ترى النور في جميع مواقع الشركة في كل من البرلس وغليون ورشيد ودمياط والمنزلة.
ونوه إلى أن المشروع الذي نشرف بإعطاء سيادتكم إشارة بدء الإنتاج له اليوم بمنطقة البرلس بمحافظة كفر الشيخ يتكون من مجموعتين من المصانع: المجموعة الأولى وتتكون من الكراكة "تحيا مصر" من إنتاج شركة "دامن" الهولندية بطاقة إنتاجية 2500 طن/ ساعة يليها مصنع التركيز العائم لاستخلاص ركيز المعادن الاقتصادية الثقيلة من الرمال السوداء بمعدل إنتاج 158 طن / ساعة، مشيرًا إلى أن المجموعة الأولى من المصانع تقع بمحازاة الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر الأبيض المتوسط وفي المنطقة المحصورة بينهما وعلى مسافة 12 كيلومترًا شمال غرب مجمع مصانع الفصل.

الرمال السوداء تعظم البحث العلمي:
وفي كلمته خلال افتتاح مجمع المصانع، أكد رئيس هيئة المواد النووية الدكتور حامد ميرة أن مشروع الرمال السوداء يمثل نموذجًا لتعظيم دور البحث العلمي في مصر بحيث يصبح قادرًا على تخليق كيانات صناعية ذات مردود اقتصادي، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال الدكتور ميرة إننا نشهد اليوم إحدى الثمار التي اعتادت مصر جنيها منذ تولي الرئيس السيسي قيادة مصر.. مشيرًا إلى أن هذا المشروع يحمل معه آمال الرئيس السيسي ومساعيه الصادقة نحو حاضر أفضل وغد مشرق.. مضيفًا أن أن هذا المشروع ظل حلمًا يراودنا لعقود طويلة، منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراستها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها الاقتصادية بدءًا من المستوى البحثي ووصولًا إلى المستوى النصف صناعي وانتهاءً بإعداد دراسات جدوى استغلال الخام.
وأوضح أن الدراسات تمت مراجعتها وتقييمها من كبرى الشركات العالمية العاملة في هذا المجال ما أسفر عن توافر قاعدة علمية وطنية ذات خبرة تطبيقية مميزة بهيئة المواد النووية، أمكن البناء عليها بكفاءة عالية وبالتنسيق والتعاون التام مع الشركة المصرية للرمال السوداء وتحت ريادة كاملة من جهاز مشروعات الخدمات الوطنية، والمتابعة الدقيقة والدعم الكامل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقال إنه لولا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو إدارة أفضل لثروات مصر التعدينية، وتأكيده على ضرورة أن يكون النشاط التعديني أحد أهم الدعائم الرئيسية للتنمية في مصر، ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور ولظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج ولظلت حبات هذه الرمال تلاطمها الأمواج.
وأضاف أن توجيهات الرئيس تمثلت في تحقيق مبدأ تعظيم القيمة المضافة للخامات المصرية وألا يقتصد العائد الاقتصادي من مشروع الرمال السوداء على إنتاج وتسويق المعادن وحسب، ولكن نادى الرئيس السيسي بأن تبنى استراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص ما بها من مخزون من العناصر الاقتصادية والاستراتيجية والتي أصبحت اليوم محورًا لصراع الأقطاب العالمية التي تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وتابع الدكتور حامد ميرة "إلى جانب ما تذخر به الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيا والتي تمتلك طيفًا واسعًا من التطبيقات الصناعية الدقيقة تأتي العناصر الأرضية النادرة أحد المكونات الرئيسية لمعدن المونازيت لتتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى، حيث تمثل هذه العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة بالإضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي" .
ولفت إلى أن عوائد مشروعات القيمة المضافة تقدر بما يقارب الـ6 مليارات دولار بمشروع البرلس فقط.. مشيرًا إلى توجيهات الرئيس السيسي بضرورة العمل على توطين الصناعات التكنولوجية في مصر وعلى رأسها الرقائق الإلكترونية والخلايا الكهروضوئية انطلاقًا من الخامات المصرية.. مؤكدًا أن هيئة المواد النووية لها الشرف لتكليفها ضمن مجموعة العمل المشاركة في هذا الملف القومي المهم.

القطاع الخاص مدعو للاستثمار بمشروعات الرمال السوداء:
وفي مداخلة خلال افتتاحه مشروع مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بكفر الشيخ، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي القطاع الخاص والشركات المحلية إلى المساهمة والاستثمار في المشروعات المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة من الرمال السوداء في ضوء حجم الاحتياطي الكبير وكذلك حجم الطلب العالمي المتزايد على هذه المنتجات التي تدخل في العديد من الصناعات.
ووجه الرئيس السيسي الجهات المعنية بإتاحة كافة البيانات للجميع حتى يتمكنوا من الدخول والاستثمار في هذا المجال الواعد، مشيرًا إلى أن شركات القطاع الخاص التي عملت في تنفيذ هذا المشروع كانت محلية واكتسبت خبرة هذا المسار، لافتًا إلى أنه تم توفير ما نسبته 60% من مستلزمات المشروع من خلال منتجات مصرية والباقي تم استيراده من الخارج وبالتالي يمكن لهذه الشركات الاستفادة من الخبرة المكتسبة في تنفيذ المزيد من التوسعات في هذا المجال.
ولفت إلى أن الدولة انتظرت المشروع طويلًا وتابعت تنفيذ خطوات على مدي أكثر من ثلاث سنوات حتى وصلت فيها المعدات وتم استخدامها لتنفيذ المشروع، كما حرص الرئيس السيسي على الاطمئنان على جميع الإجراءات الاحترازية المتخذة لضمان سلامة العاملين في هذا المشروع بحيث لا يكون هناك أي تأثير سلبي على صحة العاملين في المشروع من خلال الاحتياطيات المتخذة في هذا الشأن.

جولة تفقدية للرئيس السيسي:
وقام الرئيس السيسي بجولة تفقدية بمجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس.. واستمع الرئيس إلى شرح من المهندس حسن الشامي بشركة حسن علام للإنشاءات (الشركة المنفذة للمشروع)، حيث أوضح الشامي أن مصنع التركيز تم إنشاؤه على مساحة إجمالية 62 فدانًا ويتكون من 4 أجزاء رئيسية بداية من البحيرة الصناعية بإجمالي مسطح 83 ألف متر بعمق 5 أمتار، وكراكة تحيا مصر (كراكة كهربائية هولندية الصنع بمعدل تكريك 2500 طن/ساعة) فضلًا عن المصنع العائم بإجمالي مسطح 2800 متر، والخاص باستخلاص الركاز بمعدل 158 طن/ساعة ومنطقة تجميع الرمال الصفراء والشوائب التي تستخدم في أعمال التسويات والردم خلف الموقع.
وأشار المهندس حسن الشامي -خلال شرحه للرئيس السيسي- إلى أن طريقة تنفيذ المصنع العائم كانت تمثل تحديًا كبيرًا كونه أول مرة يتم تنفيذه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلًا: "توصلنا إلى طريقة مبتكرة تمكننا من العمل على التوازي في تجهيز البحيرة الصناعية لاستقبال "كراكة تحيا مصر"، وفي نفس الوقت نجمع وننشئ المصنع العائم وذلك عن طريق عمل حوض جاف باستخدام الستائر اللوحية المزدوجة بعمق 20 مترًا".
وعقب ذلك استمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى شرح مفصل من المهندس رضا حماد المدير التنفيذي للشركة المصرية الرمال السوداء، عن مجمع مصانع الفصل والذي أقٌيم على مساحة 80 فدانًا ويحتوى على مجموعة من المنشآت والمناطق الصناعية.
وأضاف حماد أن مجمع المصانع يتكون من 6 مصانع لفصل 6 معادن اقتصادية ثقيلة (مصنع فصل معدن المجناتايت وتجهيز الخامات لباقي المصانع، مصنع الزيركون، مصنع الروتايل، مصنع المونازايت، ومصنع الألمانايت والجارنيت)، بالإضافة إلى مجموعة من المنشآت التي تخدم العملية الصناعية مثل ورشة إصلاح وصيانة المعدات، ومخزن قطع الغيار، ومعامل البحوث والتطوير.
وأشار المهندس رضا حماد المدير التنفيذي للشركة المصرية الرمال السوداء إلى أن المجمع يحتوي أيضًا على محطة وقود ومحطة تحلية مياه البحر والتي يبلغ معدل إنتاجها 4 آلاف و200 متر يوميًا، وخزان للمياه الصناعية ويسع 46 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى مبنى التعبئة والتغليف، لافتًا إلى وجود بعض المناطق التي يتم فيها تخزين وتشوين باقي المنتجات مع المنطقة الإدارية التي تخدم المنطقة الصناعية وأخيرًا المنطقة الخضراء.
كما تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مبنى المعامل والبحوث بمجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء، واستمع إلى شرح من الكيميائي سمير عبد الستار بدوي حول معمل فصل المعادن.
وقال الكيميائي سمير عبد الستار بدوي إن المعمل يتضمن إجراء الاختبارات الكيميائية اللازمة لتحديد نسبة المعادن الثقيلة وبمساعدة فريق التخطيط لتحديد الأماكن الغنية بالرمال السوداء، بالإضافة إلى متابعة العمليات الإنتاجية بمجمع مصانع الفصل والتركيز وذلك لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية العالمية.. وأضاف أن المعمل يشتمل على المنخل الهزاز لإزالة الأحجام غير المرغوب فيها، والميكروسكوب لمعرفة الشكل البلوري للمعادن ، وميزان إلكتروني لوزن العينات، وفرن لتجفيف العينات، وجهاز التنظيف بالموجات الفوق صوتية، وجهاز القلاب الكهربائي للتخلص من المواد العضوية والكربونات باستخدام المذيبات الكيميائية، ومجموعة الفصل الكيميائي باستخدام البروموفورما.
كما استمع الرئيس السيسي إلى مسئول معمل تحليل العناصر بالأشعة السينية الذي قال "إن الغرض من المعمل قياس تركيز العناصر الموجودة في الخامات المعدنية المختلفة ومراقبة جودة الإنتاج".
وأضاف أن المعمل يتكون من جهاز صحن العينات الرملية للوصول بها إلى الحجم الحبيبي المناسب للتحليل، وميزان إلكتروني شديد الدقة لتحديد وزن العينة، وفرن احتراق للتخلص من المحتوى المائي والعضوي الموجود بالعينة، وجهاز صهر العينات للحصول على أقراص زجاجية متجانسة مماثلة للعينة تمهيدا لعملية التحليل، وجهاز التحليل الكيميائي للعناصر بالأشعة السينية (x r f).
واستمع الرئيس إلى مسئول معمل البحوث والتطوير، الذي قال "إن المعمل ينقسم إلى جزأين؛ الأول لتحضير العينات طبقًا للمواصفات المطلوبة لكل معمل وفيه يتم تجفيف العينة باستخدام الفرن الكهربائي، بعد ذلك تقسيم العينة إلى عينات أصغر تحمل نفس خواص العينة الأصلية باستخدام المقسمات تتبعها عملية الغربلة لإزالة الأحجام غير المرغوب فيها باستخدام المنخل الهزاز ثم إرسال العينات إلى المعامل المختلفة للبدء في إجراء الاختبارات اللازمة".
وأضاف أن الجزء الثاني من المعمل هو لبحوث التطوير وفيه يتم تحديد المشاكل التي تواجه عمليات الفصل داخل المصانع وتقديم الحلول المناسبة لها لتطوير الإنتاج والحصول على أعلى جودة ممكنة.. ويشتمل المعمل على 5 أجهزة مصغرة مشابهة لمعدات الفصل الموجودة داخل المصانع وهم : أجهزة الفصل المغناطيسي وتتمثل في جهاز الفصل المغناطيسي بالبكرة الممغنطة، جهاز الفصل المغناطيسي بالأسطوانة الممغنطة، جهاز المفصل المغناطيسي بالمغناطيس، وجهاز فصل كهربائي، وجهاز الفصل بالجاذبية، كما أن المعمل مجهز أيضًا بجهاز الترشيح بالضغط للتخلص من كل المياه الناتجة للحصول على عينة كاملة دون فقد في المحتوى الصلبي لها، وميكروسكوب ضوئي للتعرف على المعادن للتأكيد على جودة الفصل.
وعقب ذلك استمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى شرح مفصل عن سير العملية الإنتاجية داخل المصنع، والذي يقوم برفع جودة معدن المونازايت وفصله عن الشوائب الموجودة فيه ميكانيكيا، عن طريق استخدام الترابيزات الهزازة، حيث يتم تغذيته يوميا بـ14 طنًا من خام المونازايت قادم من مصنع الزيركون الجاف، والطاقة الإنتاجية اليومية للمصنع هي 400 كيلوجرام من معدن المونازايت، ويتم تعبئة المنتج داخل المصنع في براميل تزن 200 كيلو جرام.
ثم استمع الرئيس السيسي لشرح المهندس عبدالعزيز عثمان، مسؤول عن مصنع إعداد وتجهيز الخام المصانع، حيث تم إنشاء المصنع على مساحة 1050 متر مربع بارتفاع 20 مترًا، الهدف منه هو استقبال الخام القادم من مصنع التركيز لإعداده وتجهيزه وتغذيته للمصانع الأخرى، بمعدل تغذية 2320 طن يوميا عن طريق السيور الناقلة التي يتم تغذيتها باللوادر بمنطقة التشوين.
وأوضح المهندس عبد العزيز عثمان، أن المصنع يقوم بمجموعة من عمليات الفصل المغناطيسي والميكانيكي؛ للحصول على 3 منتجات وهي خليط الألمنيت والجارنت بطاقة إنتاجية 1080 طن/ يوم، وخليط الروتيل والزركون والمونازيت بطاقة إنتاجية 948 طن/يوم، بالإضافة إلى معدن الماجنتيت بطاقة انتاجية 40 طن/ يوم.
ثم توسط الرئيس عبد الفتاح السيسي صورة تذكارية مع العاملين بالشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.
شارك في الصورة التذكارية إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي كل من: رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ووزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد زكي، وعدد من الوزراء.
وعقب ذلك، استمع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى شرح مفصل من المهندس أبو السعود هارون المسؤول عن مصنع الروتيل، والذي يهدف إلى فصل خام الروتيل عن خام الزيركون، باستخدام مجموعة من عمليات الفصل الكهربائية والمغناطيسية، والطاقة الإنتاجية للمصنع هي (منتج الروتيل 49 طن/ يوم، خام الزيركون 224 طن/ يوم).
وفي ختام الجولة التفقدية، استمع الرئيس السيسي لشرح المهندس إسلام سيالة المسؤول عن وحدة التعبئة والتخزين، والهدف منها تعبئة 4 منتجات نهائية بعد إجراء عمليات الفصل والتركيز عليها في مصانع الفصل المختلفة.. وأوضح أن الوحدة تحتوي على 4 وحدات للتعبئة (تعبئة منتج الجارنيت وتقوم بتعبئة بطاقة إنتاجية 67 طن/ يوم)، (وحدة تعبئة منتج الزيركون وتقوم بتعبئة المنتج بطاقة إنتاجية 104 أطنان/ يوم)، و(وحدة تعبئة منتج اللفوكسين بطاقة إنتاجية 16 طن/ يوم)، و(وحدة تعبئة الروتيل بطاقة إنتاجية 33 طن/ يوم).

ع م م
/أ ش أ/