القاهرة فى 26 مايو (ا ش ا- الاقتصاد والأعمال)
وقّع مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق بروتوكول تعاون مع مؤسسة "تحقيق أمنية" الإماراتية، بهدف تقديم رعاية صحية متكاملة تراعي الجوانب الجسدية والنفسية للمريض.
جاء ذلك خلال زيارة وفد المؤسسة إلى مقرّ المستشفى بالقاهرة؛ بهدف دعم التعاون لتقديم الدعم النفسي لمرضى الحروق، والمساهمة في تحقيق أمنياتهم التي تُساعد على استعادتهم الأمل والتمكّن من الاندماج مجدداً في المجتمع بروح أكثر قوة وتفاؤلًا.
شهد مراسم توقيع البروتوكول من الجانبين كل من، الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، ورفعت عبد المقصود، المدير التنفيذي للمستشفى، و إيمان شريف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أهل مصر للتنمية. كما حضر من جانب مؤسسة "تحقيق أمنية" حمدان الكعبي، عضو مجلس الأمناء، و نهى الشوربجي، الرئيس التنفيذي للعمليات في المؤسسة إلى جانب عبد الباسط محمد المرزوقي، نائب رئيس البعثة والقائم بأعمال البعثة بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة.
و أكدت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، أن المستشفى لا يتعامل مع المريض كحالة طبية فحسب، بل يضع إنسانيته في المقدمة، مشيرة إلى أن التعاون مع مؤسسة "تحقيق أمنية" يُجسّد فلسفة المستشفى التي ترى في الأمل عنصراً لا يقلّ أهمية عن الدواء، وأن دعم المريض نفسيًا وتحقيق أمنيته مهما بدت بسيطة قد يكون لها بالغ الأثر في تحفيزه على تجاوز الألم واستعادة ثقته بذاته وبالحياة من حوله.
من جانبه، أعرب حمدان الكعبي، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة "تحقيق أمنية"، عن بالغ شكره وتقديره لعبد الباسط محمد المرزوقي، القائم بأعمال بعثة الإمارات في مصر ، على حضوره ودعمه للمؤسسة ومبادراتها الإنسانية، مشيداً بالدور الفاعل الذي تقوم به بعثة الدولة في تعزيز الجهود الخيرية خارج الوطن.
وقد أظهرت الدراسات أن ما يقارب 32% من مرضى الحروق يعانون من أفكار انتحارية خلال مراحل العلاج، نتيجة الآلام والتشوهات والتغيرات النفسية والاجتماعية التي تطرأ عليهم. ومن هنا، يعمل المستشفى على توفير بيئة علاجية تراعي هذه الأبعاد، من خلال جلسات فردية وجماعية تهدف إلى تخفيف الصدمة النفسية، ومساعدة المرضى على التكيّف مع التغيرات الجسدية، وبناء صورة إيجابية عن الذات.
ويمتد أثر هذا الدعم ليشمل أسر المرضى، التي غالبًا ما تمر بظروف نفسية وإنسانية شديدة الحساسية. فإن تمكين الأسرة من فهم حالة المريض والتعامل معها بوعي ودراية، يُسهم في تحسين البيئة المحيطة به، ويُعزّز من فرصه في التعافي على المستويين الجسدي والنفسي.
ويجسد البرنامج العلاجي الشامل الذي تقدمه مؤسسة أهل مصر للتنمية هذا التوجه، حيث يتضمن ثلاث مراحل أساسية، من ضمنها الدعم النفسي الذي يُراعي الخلفيات العاطفية للمريض ويُسهم في بناء خطة علاجية فعالة. كما تنفذ برنامجًا خاصًا لإعادة دمج الناجين من الحروق في المجتمع، من خلال أنشطة دعم الأقران، والتأهيل عبر الفنون، والمعسكرات الترفيهية، ومبادرات العودة إلى المدرسة، مما يعيد للمريض شعوره بالانتماء ويُساعده على استئناف حياته بأمان وكرامة.
ويُعد هذا التعاون بين مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق ومؤسسة "تحقيق أمنية" تجسيداً حيّاً لفكرة أن الرعاية الصحية لا تكتمل إلا عندما تتكامل مع البعد الإنساني، وأن استعادة المريض لحياته تبدأ من شعوره بأن هناك من يراه، ويفهم ألمه، ويؤمن بحقه في الأمل.

/ا ش ا/