القاهرة في 24 مايو /أ ش أ/ ثمن رئيس مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض الجهاز الهضمي ونائب رئيس الجمعية الدكتور طارق محمد يوسف، الدور الحيوي للمبادرات الرئاسية في الكشف المبكر عن أمراض الكبد وأورام القولون، مؤكدا أهمية رفع كفاءة شباب الأطباء، وتدريبهم على التقنيات الحديثة والمناظير المتطورة، ومنها تقنية "الفراغ الثالث" التي تتيح إزالة الأورام البسيطة بأقل تدخل جراحي ممكن.
جاء ذلك خلال فاعليات مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض الجهاز الهضمي في دورته الثامنة، بحضور عدد كبير من شباب الأطباء ونخبة من الأساتذة المتخصصين، لمناقشة أحدث المستجدات في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد، مع التركيز على أهمية التعاون بين التخصصات الطبية المختلفة في تقديم رعاية متكاملة للمرضى.
وأوضح الدكتور طارق محمد يوسف، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس، أن هذه الدورة من المؤتمر تمثل نقطة تحول حقيقية في الاهتمام برعاية مرضى الجهاز الهضمي والكبد، من خلال تبني مفهوم الفريق الطبي متعدد التخصصات، بما يضمن التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل، لافتا إلى أن جامعة عين شمس تلعب دورًا فاعلًا في المباردرات الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض الكبد وأورام القولون، من خلال إتاحة أحدث وسائل التشخيص والعلاج، بما في ذلك العلاجات البيولوجية.
وأشار إلى أن المؤتمر جاء بناءً على مقترحات من شباب الأطباء، الذين عبّروا عن حاجتهم لفهم كيفية التعامل مع مرضى الجهاز الهضمي والكبد عند عرضهم على تخصصات أخرى، مضيفا أن المؤتمر يناقش حالات معقدة مثل مرضى الكبد المصابين بأمراض الغدد أو السكري، أو الحوامل المصابات بالتهاب الكبد، وكيفية التعامل معهم دون الإضرار بصحتهم.
وفي إطار متصل، قال رئيس الجمعية المصرية لأمراض الجهاز الهضمي، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس الدكتور سيد محمد شلبي، إن المؤتمر يمثل منصة شاملة لتكامل التخصصات الطبية، ويهدف إلى نقل خبرات الأساتذة للأجيال الشابة، وتدريب الأطباء على فهم الأبعاد المتشابكة لأعراض الأمراض المعقدة؛ خاصة تلك التي تتقاطع فيها أجهزة الجسم المختلفة.
وأضاف الدكتور سيد محمد شلبي، أن المؤتمر يعكس رؤية الجمعية في تطوير الأداء الطبي بمصر، من خلال تنظيم جلسات علمية وورش عملية تغطي أحدث ما توصل إليه الطب في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد، بما في ذلك أمراض تشحم الكبد، أورام القولون، وارتجاع المريء، إضافة إلى جلسات متخصصة في التعامل مع مرضى الحالات الحرجة والتجهيز ما قبل العمليات.
وتابع "نعمل على ترسيخ ثقافة التخصصات المتداخلة، لأن مريض الجهاز الهضمي قد تظهر عليه أعراض غير مرتبطة ظاهريًا بالجهاز نفسه، مثل ضيق التنفس أو آلام الصدر، بينما السبب يكون ارتجاعًا مريئيًا أو مرضًا كبديًا مزمنًا، لذلك يجب أن يكون هناك تواصل فعال بين التخصصات".
وشدد على أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في القضاء على فيروس "سي"، لكن المعركة لم تنته بعد، فهناك تحديات جديدة مثل السمنة وتشحم الكبد، وهما من أخطر عوامل التدهور الكبدي، وعلى أن الجمعية تسعى لخلق وعي طبي عام حول أهمية الوقاية والتشخيص المبكر، وتدريب الأطباء على أنظمة غذائية علاجية تناسب كل حالة، لتقليل فرص التحول إلى التليف أو الأورام.
وأوضح أن الجمعية تخطط لإطلاق برامج تدريبية مستدامة بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية، لمواكبة تطورات الطب الحديث، وأن المؤتمر هذا العام يخطو خطوات جادة نحو جعل المريض محور العملية الطبية، من خلال تقديم نموذج متكامل للرعاية.
وشارك في المؤتمر أستاذ المناعة بطب عين شمس الدكتور محمد الشايب، الذي أدار جلسة تخصصية حول الأمراض المناعية المؤثرة على الجهاز الهضمي، وفي مقدمتها مرض "التهاب المريء اليوزيني"، الذي وصفه بأنه من أخطر وأصعب الأمراض تشخيصًا.
وأوضح الدكتور محمد الشايب، أن مرض "التهاب المريء اليوزيني" يتشابه في أعراضه مع حالات الارتجاع أو القرحة، مما يستدعي تدخلًا دقيقًا من أطباء المناعة والجهاز الهضمي معًا، لافتًا إلى أن تشخيصه يتطلب منظارًا وأخذ عينة من المريء.
وأكد الشايب أن الجهاز المناعي يشارك الآن في نحو 40% من الأمراض، نتيجة عوامل بيئية معقدة مثل التلوث الغذائي والعدوى الفيروسية، ما يستلزم تطوير وسائل التشخيص والتوعية العامة بخطورة هذه الأمراض.
من جانبه، قال أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس الدكتور محمد مجدي، إن دورات التطوير تسلط الضوء على أهمية التداخل بين التخصصات في التعامل مع أمراض مثل الكبد الدهني، ارتجاع المريء، وأمراض القولون المناعية، مشددا على أن هذه الأمراض أصبحت أكثر شيوعًا، نتيجة ضغوط الحياة وسوء التغذية، ما يستوجب تشكيل فرق طبية مشتركة لضمان العلاج الفعّال.
وحذر الدكتور محمد مجدي من تزايد نسب الإصابة بسرطان القولون في فئات عمرية أصغر من السابق، داعيًا إلى اعتماد نمط حياة صحي كخط دفاع أول للوقاية، من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة وتجنب التوتر.
واختتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية تعزيز البحث العلمي، وتبادل الخبرات بين التخصصات المختلفة، لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال أمراض الكبد والجهاز الهضمي، والعمل على تقديم رعاية صحية شاملة تواكب تطلعات المريض المصري.
ن م س/ آ ع س
/أ ش أ/
مؤتمر الجمعية المصرية لأمراض الجهاز الهضمي يثمن دور المبادرات الرئاسية في الكشف المبكر عن أمراض الكبد وأورام القولون
مصر/جمعية أمراض الجهاز الهضمي/مؤتمر/صحة و بيئة
You have unlimited quota for this service