بغداد في 17 مايو / أ ش أ/ أشاد القادة والملوك والرؤساء العرب، في ختام أعمال القمة العربية الـ34، وخلال القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الخامسة التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، بالمبادرات الرائدة التي طرحتها جمهورية العراق، مؤكدين أنها ركيزة مهمة لإحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك، وتجسيد لروح التضامن والتكامل بين الدول العربية.
وثمّن القادة العرب استضافة العراق للقمتين، معربين عن تقديرهم للتقدم المحرز في مسار التنمية الاقتصادية، والدور الفاعل الذي يضطلع به في دعم قضايا الأمة وتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات.
ونوه "إعلان بغداد"، الصادر في ختام القمة، بإطلاق العراق عدة مبادرات، وفي مقدمتها إنشاء "الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات"، حيث تعلن حكومة جمهورية العراق عن التبرع بمبلغ قدره 40 مليون دولار أمريكي إلى الصندوق، تخصص 20 مليون دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، و20 مليون دولار أمريكي لدعم جهود إعادة الإعمار في الجمهورية اللبنانية.
كما تضمنت المقترحات العراقية مبادرة لدعم الشعب السوري تحت عنوان "العهد العربي"، تسعى إلى دعم الانتقال السياسي الشامل في سوريا، وبناء نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار سوريا، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن وكريم.
ورحب "إعلان بغداد" بدعوة العراق للمشاركة في مشروع "طريق التنمية"، بوصفه مشروعًا استراتيجيًا يربط الدول العربية بالأسواق العالمية، ويُسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.. كما أعلنت بغداد عن إطلاق مشروع شامل للإصلاح الاقتصادي العربي خلال العقد المقبل يستهدف بناء فضاء اقتصادي عربي متكامل قادر على المنافسة، ويعزز من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويراعي أبعاد العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
وفي قطاع الأمن الغذائي، طُرحت مبادرة لتعزيز إنتاج الحبوب في المنطقة من خلال سياسات زراعية ومائية مدروسة، ترتكز على البحث العلمي والتخطيط المستدام لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وفي المجال التكنولوجي، قدّمت العراق مبادرات رائدة في الذكاء الاصطناعي، شملت إنشاء مركز عربي متخصص يُستضاف في بغداد، وإطلاق مبادرة للبحث العلمي والتقنيات المتقدمة، بما يسهم في تعزيز الأمن الرقمي والتنمية المعرفية وفق ضوابط أخلاقية تراعي خصوصية المجتمعات العربية.
كما اقترحت العراق تشكيل تحالف عربي لحماية الموارد المائية، لمواجهة تحديات شح المياه وتغير المناخ، وضمان حقوق الدول العربية المائية في إطار الأمن القومي العربي.
وفي الشأن البيئي، أعلنت بغداد عن مبادرة عربية لمواجهة التغير المناخي، انطلاقًا من الواقع البيئي العربي، إلى جانب إطلاق مركز لحماية البيئة من مخلفات الحروب، بهدف دعم الدول المتأثرة بالنزاعات المسلحة في إزالة الألغام والمخلفات الحربية.
وفي إطار الأمن والاستقرار، طُرح مقترح بإنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف يتخذ من بغداد مقرًا له، مع توفير التمويل اللازم لتأسيسه ودعمه، إلى جانب الدعوة إلى إنشاء غرفة تنسيق أمني عربي مشترك، تُعنى بتوحيد الرؤية الأمنية لمواجهة التحديات الإقليمية.. وشملت المبادرات الأمنية أيضًا إنشاء مركزين متخصصين في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، انطلاقاً من الحاجة الملحة لتعزيز قدرات الدول العربية في مواجهة هذه الظواهر العابرة للحدود.
كما تضمنت المبادرات مقترحًا لتعزيز التعاون مع مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والأنشطة المالية غير المشروعة.
وفي المجال الثقافي والاجتماعي، دعت العراق إلى تأسيس مجلس عربي للتواصل الشعبي والثقافي لتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية وتوثيق روابط الأخوة.
واختُتمت المبادرات العراقية بإطلاق مقترح عربي لتوفير ملاذات آمنة للمتضررين من الكوارث والنزاعات، وتعزيز أمن السكن في الدول المتأثرة، من خلال إنشاء صندوق لدعم مشاريع الإسكان وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة.
وأكد القادة العرب أن المبادرات العراقية تمثل رؤية شاملة لمعالجة التحديات المشتركة، وتُعد انطلاقة حيوية نحو تطوير آليات العمل العربي الجماعي في سبيل تحقيق التنمية والاستقرار والرفاه لشعوب الأمة.
إ س
/أ ش أ/
"إعلان بغداد": إشادة عربية بمبادرات العراق التنموية ودوره الريادي في تعزيز العمل المشترك
Irak/القمة العربية/إعلان بغداد/إشادة/سياسة
You have unlimited quota for this service