القاهرة في 18 أبريل /أ ش أ/ حذر رئيس اتحاد اذاعات وتلفزيونات دول منظمه التعاون الإسلامي الدكتور عمرو الليثي، من خطورة "عنف الدراما"، على التكوين النفسي والشخصي الأطفال.. وحث على أهمية تبني سياسة إعلامية رشيدة؛ تراعى مستقبل الأجيال وتحمى عقولهم من التلوث الثقافي والسلوكي.
وقال الليثي - في مقال في صحيفة "المصري اليوم" - إن العنف في الدراما يمثل خطرًا كبيرًا على نفسية الطفل، حيث تؤكد الدراسات النفسية أن مشاهدة الأطفال لمشاهد العنف بشكل متكرر؛ يمكن أن تؤدى إلى تطبيع العنف لديهم؛ مما يجعلهم أكثر تقبلًا له أو ميلًا لتقليده في سلوكهم اليومي؛ فبدلًا من أن ينمو الطفل في بيئة تشجع على الحوار والتفاهم؛ يجد نفسه أمام نماذج تحل مشاكلها باستخدام القوة؛ مما يرسخ لديه مفاهيم خاطئة حول العدالة والعلاقات الإنسانية.
وأشار إلى أن مشاهد العنف المفرط أو المواقف المرعبة؛ يمكن أن تسبب للأطفال القلق والخوف واضطرابات النوم، والتعرض المستمر لمحتوى غير مناسب لأعمارهم؛ قد يؤدى إلى مشاكل فى تقدير الذات والشعور بالأمان.
ونبه إلى أن الألفاظ الخارجة التي تستخدم في بعض الأعمال الدرامية؛ حتى وإن كانت بهدف الواقعية؛ تؤثر بشكل مباشر على قاموس الطفل اللغوي؛ فالطفل بطبيعته يقلد ما يسمعه، وعندما يتعرض بشكل متكرر لألفاظ نابية أو غير لائقة، قد يكتسبها ويستخدمها فى حياته اليومية؛ مما يحدث خللًا في سلوكياته ويؤثر على علاقاته داخل الأسرة والمدرسة.
ولفت إلى خطورة المفاهيم المغلوطة التي تروج لها بعض الأعمال، مثل تصوير الجريمة على أنها بطولة، أو إضفاء صبغة إيجابية على سلوكيات غير أخلاقية؛ فهي من أخطر أنواع التأثير؛ فعقل الطفل في مرحلة التكوين، وعندما يتشبّع بهذه الرسائل المشوشة، قد يتبنى مفاهيم خاطئة حول الصواب والخطأ؛ مما يؤثر على قيمه ومعتقداته ويشكل شخصيته بطريقة غير سوية.
وأضاف أن الدراما جزء من ثقافة المجتمع؛ ومسئولية صانعي المحتوى كبيرة في توجيه الرسائل بشكل يخدم القيم التربوية والإنسانية، كما أن للأهل دورًا لا يقل أهمية إذ ينبغي أن يكونوا على وعي بما يشاهده أطفالهم، ويوجهونهم لما هو مناسب لأعمارهم، مع فتح باب الحوار لفهم ما يتأثرون به.
واختتم الليثي مقاله بالقول "تبقى الدراما التلفزيونية سلاحًا ذا حدين؛ إما أن تسهم في بناء جيلٍ سوى قادر على التفكير والتحليل، أو تزرع فيه بذور السلوكيات السلبية. ومن هنا تأتي أهمية تبنى سياسة إعلامية رشيدة؛ تراعى مستقبل الأجيال وتحمى عقولهم من التلوث الثقافى والسلوكي".
ك ف
/أ ش أ/
عمرو الليثي يحذر من تداعيات "عنف الدراما" على سلامة التكوين النفسي للأطفال
مصر/عمرو الليثي/مقال/منوعات
You have unlimited quota for this service