الإسكندرية في 17 أبريل /أ ش أ/ أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير تميم خلّاف، أنه لن يتحقق السلام والأمن في المنطقة سوى بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها، اليوم /الخميس/، كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، تحت عنوان: "السياسة الخارجية المصرية والمستجدات الراهنة "، بحضور لفيف من الأساتذة، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، والطلّاب من قسمي الاقتصاد والعلوم السياسية.
واستعرض السفير تميم خلّاف، خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تشمل تصورًا شاملًا لعملية إعادة الإعمار بدون تهجير وإجهاض مشروع التهجير الفلسطيني.
وأشار السفير تميم خلّاف إلى أن التحديات التي يواجهها الأمن القومي المصري والأوضاع الجيوسياسية الإقليمية هي أوضاع استثنائية بالغة الخطورة والأهمية، لم يسبق وأن شهدت مصر مثيلًا لها.
وتناول السفير تميم خلّاف، دائرة الأمن القومي المصري اللصيقة متناولًا في ذلك: الحدود الشرقية الشمالية والحرب الشعواء التي شنتها إسرائيل على فلسطين في غزة، الحدود الغربية وما تمر به ليبيا من انقسام وتجاذبات بين الشرق الليبي والغرب الليبي وغياب فرص التوافق بينهما، الحدود الجنوبية والمأساة الإنسانية والسياسية التي تمر بيها دولة السودان، الحدود الشرقية والبحر الأحمر و الأنشطة المُزَعزِعة للاستقرار التي كان من شأنها خفض إيرادات قناة السويس.
كما استعرض دائرة الأمن القومي الأوسع، والتي تشمل السد الأثيوبي والتحديات القائمة بمنطقة القرن الإفريقي والصومال، وكذلك تناول الدائرة الأمن القومي المصري الأبعد، والتي تشمل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية بالإضافة إلى التحديات غير المسبوقة، والتي تشمل التحديات العابرة للحدود ، الإرهاب، الجريمة المنظمة ، الهجرة غير الشرعية ، الهجرة غير النظامية وهو الأمر الذي بدوره يفرض تحديات على السياسة الخارجية المصرية التي تسعى إلى التعامل مع جميع الموضوعات بالتوازي بشكل سريع وفعال.
وتناول أبرز الأزمات الإقليمية والدور البارز الذي تؤديه الخارجية المصرية في القضية الفلسطينية على كافة المسارات السياسية والأمنية والإنسانية باعتبارها من أنشط الدبلوماسيات العربية في دعم الشعب الفلسطيني.
وأشار السفير تميم خلّاف، إلى ثوابت ومحددات السياسة الخارجية المصرية، والتي تعتبر بمثابة معايير محددة تنعكس في كل المواقف المصرية، وتتمثل تلك الثوابت في: احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، احترام المؤسسات الوطنية، احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، دعم السلام والأمن والاستقرار ولعب دور الوساطة لتسوية المازعات والخلافات.
وحول الأزمة السوادنية.. أشار السفير تميم خلّاف إلى دور مصر السياسي في دعم وحدة وسلامة الأراضي السودانية ودورها في دعم اللاجئين السودانيين على المستوى الإنساني.
وأعرب السفير عن سعادته بوجوده في كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، وتناول خلال الندوة عددا من النقاط حول دوائر السياسة الخارجية المصرية، الدور القنصلي الذي تقوم به الوزارة، أبرز التطورات الجارية في الإقليم، الدبلوماسية الاقتصادية ودبلوماسية التنمية.
بدوره.. أكد عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية الدكتور أحمد وهبان، الكفاءة العالية التي تتحلى بها الدبلوماسية المصرية ذات التقاليد الراسخة والبراعة المهنية المشهودة، بكل كوادرها الوطنية الأصيلة الذين هم على قدر كبير من العلم والحنكة والذين هم مدعاة للفخر والاعتزاز.
وأوضح وهبان، أن الدبلوماسية المصرية نجحت على مدار العقود الماضية في تجاوز الكثير من التحديات، والتأقلم مع المتغيرات الدولية، وإقامة علاقات متوازنة مع كافة دول العالم.
وأشار عميد الكلية إلى الثوابت الأساسية التي تتمتع بها الدبلوماسية المصرية في سياستها، والتي دومًا ما ترتكز على الموازنة بين المبادئ والمصالح، وهو النهج الذي سارت عليه منذ عودة وزارة الخارجية المصرية إلى العمل في 15 مارس 1922، والذي نحتفل به كل عام باعتباره يوم الدبلوماسية المصرية.
واستعرض التحديات الكبيرة التي تواجه الدبلوماسية المصرية حالياً في ظل محيط إقليم بات خلال السنوات الماضية شديد الاضطراب، بما انطوى عليه من تهديدات للأمن القومي سواء من الجنوب، حيث الحرب الأهلية الدائرة في السودان وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها الدولة الشقيقة منذ عام 2019، وتهديدات أخرى من الغرب جراء ما تشهده الشقيقة الأخرى ليبيا من عدم استقرار، وثالثة من دائرة حوض النيل في ظل تعنت الجانب الأثيوبي وإصراره على استكمال عملية ملء السد، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالتطورات الجارية في غزة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولا يخفى أن مصر كانت دوماً رأس الحربة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتبني القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وذلك كله إلى جانب التحديات الاقتصادية المترتبة على أزمات الإقليم، وتلك التي تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا.

أ د ه
/أ ش أ/