القاهرة في 15 أبريل/ أ ش أ/ تعقد لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة بعد غد /الخميس/ مائدة مستديرة: لمناقشة الدراما وتأثيرها على قيم النشء والشباب بحضور كوكبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الدراما والانتاج والإعلام إيمانا منها بدور الدراما في تشكيل الوعي الجمعي.
وقالت الدكتورة منى الحديدي مقررة لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الثلاثاء/، إن الدراما ليست وسيلة للترفيه بل أداة فاعلة في تشكيل الوعي الجمعي، فمنذ عقود، لعبت الدراما المصرية دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم التضامن الأسري، وتحفيز الشباب على النضال من أجل أحلامهم لكن في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولًا في الخطاب الدرامي نحو تضخيم العنف، وتبرير الفوضى الأخلاقية، وتمجيد النماذج الانتهازية.
وتساءلت : "كيف نعيد للدراما دورها كرافد للبناء وليست معولاً للهدم؟ موضحة أن الدراما سلاح ذو حدين؛ فإما تُرسخ قيمًا إيجابية أو سلبية وفقًا لطريقة تناولها.
وأضافت: لا يخفى علينا أن للدراما قوة خفية في تشكيل الوعي؛ كما أنها إحدى أهم آدوات التنشئة الاجتماعية غير المباشرة، فالدراما تصنع واقع موازيا؛ وتخلق عوالمَ تُصبح معاييرها مرجعية للنشء والشباب، كأن تصوّر البلطجي "بطلًا شعبيًا، وتُصور الثراء الفاحش كهدف وجودي، أو تجسد شخصيات تهرب من العقاب برغم ارتكابها جرائم، مما يُضعف ثقة الشباب في القانون؛ لذا يجب على صناع الدراما أن يعوا بأن الدراما ليست مجرد تسلية، بل هي أداة لتشكيل المستقبل؛ بإمكانها أن تكون جسرًا لتعزيز القيم الإيجابية، أو أن تتحول إلى فخّ يُعمّق الفوضى والانقسامات ولذا يجب على صنّاعها أن يتذكروا دائمًا كلمات الأديب"نجيب محفوظ" «الفن العظيم لا يُزيّف الواقع، بل يضيء زواياه الخفية» فلنستخدم هذه الإضاءة لبناء جيل واعٍ، يحترم ماضيه ويصنع مستقبله بثقة.
وقالت الحديدي إن الدراما قادرة على أن تكون شمعة تُضيء دروب الأمل، أوريحًا تزيد الاشتعال والخيار يعود إلى صناعها: هل يختاروا أن يكونوا حراسًا للقيم، أم أنهم استسلموا لعبودية الربح السريع؟ كما قال الأديب "نجيب محفوظ" أيضاً: «إن الفنان إما أن يكون له دور في بناء المجتمع، أو أن يكون خادمًا للعبث» فلنختر البناء، ولنصنع دراما تليق بإنسانيتنا.
وأردفت بالقول :" الفن أمانة.. فإما أن يبني أو أن يهدم، فالدراما ليست مجرد حكايات تُروى للترفيه، بل هي أداة ثقافية جبارة قادرة على ترسيخ القيم أوتقويضها فمنذ نشأة المسرح الإغريقي، حيث كانت العروض تُستخدم لتعليم الفضائل، وحتى عصرنا هذا عصر السينما والمسلسلات الرقمية، يظل السؤال قائمًا: هل تُستخدم الدراما كقوة لبناء مجتمعات أخلاقية، أم كمعول هدم يُفكك ماتبقى من قيم ؟ وسيظل هذا السؤال أكثر إلحاحًا.
وقالت الحديدي ، نحن نريد دراما تكون أداة للبناء وليست معولاً للهدم، نريد فناً يضيء الظلام لا يزيده عتمة، نريد فنا يُرسخ القيم الإيجابية ويُقاوم الفوضى والعنف والعشوائية، فالفن مرآة الأمة ومصباحها، فالدراما تعكس وتُشكل الواقع الاجتماعي، وخاصة لدى الشباب الذين يتبنون نماذج من الشخصيات الدرامية ، والدراما المصرية ركيزة أساسية في المشهد الثقافي، وليست مرآة عاكسة للمجتمع فحسب، بل قادرة على تشكيل واقع جديد.
وأشارت إلى المسئولية الاجتماعية لصناع الدراما؛ قائلة المسئولية الاجتماعية ليست قيدًا، بل إطارًا يضمن أن يظل الفن مصدر إلهام بدلًا من أن يكون بذرة فوضى .مضيفة أن الدراما المصرية قادرة على أن تكون أداة للتغيير الإيجابي إذا توازن الإبداع مع المسؤولية الاجتماعي، فالإبداع والمسئولية وجهان لعملة واحدة: عملة التغيير الثقافي الواعي، والإبداع بلا مسئولية: يُنتج فنًا فارغًا أومؤذيًاً، والمسئولية بلا إبداع: تُنتج أعمالًا وعظية تفقد الجمهور ، فالفن العظيم هو الذي يلمس القلب دون أن يخدش القيم.
ودعت الدكتورة منى الحديدي مقررة لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة الكُتّاب إلى الكتابة بقلم يبني ولا يهدم والممثلين لأن يختاروا أدوار تخلدهم لا أن تشوههم والجمهور إلى المشاركة في نقاش واعٍ لأنه شريك في صناعة التأثير.
م س د/م ش ا
أ ش أ