القاهرة في 8 أبريل/أ ش أ/ كتب : حمدي المليجي
قدم العدد الجديد من جريدة "القاهرة" الأسبوعية الصادرة عن وزارة الثقافة ، والتي يرأس مجلس إداراتها الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها طارق رضوان، مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح.
ففي صدر صفحتها الأولى ، أفردت الجريدة خبرا عن إطلاق وزارة الثقافة فعاليات الأسبوع الثقافي السابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وينفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتستمر فعالياته حتى 13 أبريل الحالي.
ويشارك في الأسبوع الثقافي نحو 200 طفل من محافظات شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر (مدن حلايب، الشلاتين، أبو رماد)، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، إلى جانب عدد من الأطفال من المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.
ينفذ الأسبوع الثقافي ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة الوادي الجديد.
ويعد مشروع "أهل مصر" من أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لبناء الوعي الوطني وتعزيز قيم الانتماء ودعم الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.
وتحت عنوان " انطلاق مهرجان بابل الدولي للثقافات والفنون العالمية" ، ذكرت الجريدة نقلا عن مؤسسة بابل العالمية للثقافات والفنون في العراق ، أن مهرجان بابل الدولي للثقافات والفنون العالمية ينطلق في نسخته الثانية عشرة السبت المقبل، تحت شعار "كلنا بابليون"، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين والموسيقيين العراقيين والعرب والأجانب، ويستمر المهرجان حتى 19 من أبريل الجاري في مدينة بابل الأثرية.
ويتضمن المهرجان فعاليات ثقافية وفنية وأسماء إبداعية كبيرة من 80 دولة وولاية متعددة الثقافات واللغات من "العراق ومصر وقطر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب والبحرين والإمارات والكويت وعمان وفلسطين والأردن وسائر الدول العربية، بالإضافة إلى إسبانيا وسويسرا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا وإيران والهند واليونان وبولندا والنمسا وأيرلندا وروسيا وماليزيا وكولومبيا وأمريكا والبرازيل".
وأكد السيد علي عبيد شلغم رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث ضرورة مواصلة العمل بشكل دقيق لإنجاح هذا المحفل المزمعة إقامته كونه يستعرض أهمية الحضارة البابلية وما تحويه من تراث وفكر عظيم شمل عدة جوانب علمية وعمرانية وفنية.
يذكر أن مهرجان بابل للثقافات العالمية، تأسس عام 2011 وانطلق تحت شعار " كلنا بابليون" ، في إشارة لدور بابل في الحضارة الإنسانية.
وتحت عنوان " وزارة السياحة والآثار تشارك في قمة المتاحف 2025 بهونج كونج" ، ذكرت جريدة "القاهرة " أن وزارة السياحة والآثار ممثلة في المتحف القومي للحضارة المصرية، شاركت في فعاليات قمة المتاحف 2025، والتي عُقدت في مركز هونج كونج للمؤتمرات والمعارض بجمهورية الصين الشعبية تحت شعار "الانطلاق إلى آفاق جديدة"، وذلك بالشراكة مع متحف غيميه - المتحف الوطني للفنون الآسيوية (فرنسا).
وذكر السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أن مشاركة مصر في قمة المتاحف 2025 ، لأول مرة، تُعد خطوة هامة نحو تعزيز دورها الريادي في حماية التراث الثقافي العالمي، وتأكيداً على التزامها بتطوير قطاع المتاحف ليكون أكثر استدامة وتأثيراً على المستوى الدولي.
وقد اختُتمت القمة فعالياتها بعدة توصيات من بينها التأكيد على أهمية التعاون الدولي في مجال المتاحف، وضرورة تطوير استراتيجيات مبتكرة لحماية التراث الثقافي وتعزيز استدامته، مع التركيز على إدماج التكنولوجيا في العروض المتحفية، وتحقيق التكامل بين الثقافة والسياحة.
تجدر الإشارة إلى أن القمة تعد حدثاً دولياً بارزاً في عالم المتاحف حيث تلعب دوراً هاماً في تعزيز الحوار الثقافي والتعاون بين المؤسسات المتحفية العالمية.
وقد شهدت القمة في نسختها الرابعة هذا العام، مشاركة أكثر من 30 شخصية بارزة ومتخصصة في قطاع المتاحف والتراث من 17 دولة حول العالم.
وللمرة الأولى، انضمت مصر والمجر والنرويج وقطر وتركيا إلى قائمة الدول المشاركة، مما يعكس تزايد الاهتمام الدولي بتعزيز التعاون في مجال الثقافة وحماية التراث.
ومن واشنطن، يكتب "توماس جورجيسيان" مقالا تحت عنوان "لعبة الضحك وأسرار القدم " حيث يرى أن في القراءة متعة التجوال وبهجة الاكتشاف هذه المشاعر تحتويك وأنت تسير بين الصفحات وتحلق مع السطور وأنت تجد إجابات يتقبلها شغفك لكي يطرح من جديد أسئلة أخرى لم ينتبه لها عقلك، قبل قراءتك لهذه الكتابات التي شدت انتباهك وشغلتك لبعض الوقت حيث يساعدك كل هذا بالتأكيد لإعادة قراءة أمسك ويومك وغدك.
ويقول الكاتب :" إن كل إنسان هو بلا شك نتاج لما يتعرض له من تجارب لكني أعتقد أن التأثير العميق لهذه التجارب لن يتضح إلا فيما بعد ، هكذا ينبهنا نجيب محفوظ ، ونحن كبشر نمر بلا شك بتجارب عديدة في حياتنا وغالبا نظل في حيرة بسببها".
ويرى الكاتب أن "محفوظ" لم يتردد أيضا في تذكيرنا في "المرايا" أن الإنسان لا تتكرر حالته الحضارية بما يملك وانما بما ينبض به فكره وقلبه ..حكمة نسمعها وغالبا نتجاهلها ونحن "غطسانين" في حياتنا اللاهثة.
ويقول الكاتب:" أجد في قراءاتي نبشا للمعاني ونقشا للكلمات لدى الكاتب الجميل محمد مستجاب في وصف القدم إذ كتب : تقع القدم في نهاية الساق وهي مركز الارتكاز والرقص والركل والحركة والتحرك ولكنها تستخدم في كثير من الأحيان في إبراز الكبرياء "وضع الساق على الساق مع هز القدم " وفي التفكير مخه في قدمه ..كما أن بعض الأقدام تدر على أصحابها عيشهم في الرياضيين ومحركي أنوال النسيج من الطراز القديم والمتراقصين أمام الأفراح".
وتحت "عنوان الحسد في حياة المصريين وثقافتهم " يكتب سعد القليعي حيث يتناول كيف يمكن أن يؤثر الحسد على الروح والعلاقات الإنسانية.
ويقول الكاتب أن الحسد ظاهرة إنسانية عرفتها كل الحضارات وليست الثقافة العربية والإسلامية بدعا من دون الثقافات والحضارات في التعامل مع الحسد باعتباره شرا موجودا ذا تأثير في حياة الناس بل يشترك معها الحضارات السومرية والاغريقية واليونانية والتي سطرت حول هذه الظاهرة الأساطير مع ملاحظة أن الاساطير شيء غير الخرافات ، كذلك الحضارة المصرية القديمة عرفت هذه الظاهرة وأقرت بوجودها وجعلت منها محركا لأحداث حكاياتها وملامحها.
ويشير الكاتب إلى أهمية التحلي بالنية الصافية والتخلي عن مشاعر الحسد لتحقيق التوافق والوئام في العلاقات ويشجع على التعامل مع الأفراد بروح إيجابية.
وتكتب بهاء إبراهيم تحت عنوان "ألمانيا نموذج متقن في التعاطي مع التاريخ" وتقول إنه بعد ثمانية عقود من سقوط النظام النازي وانتحار أدولف هتلر في أبريل 1945، لا يزال السؤال مطروحًا هل يشعر الألمان اليوم بعقدة ذنب جماعية بسبب ماضيهم؟
وترى الكاتبة أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تبنت ألمانيا سياسة صارمة في مواجهة تاريخها من خلال التعليم والقوانين التي تحظر الرموز النازية والمبادرات التي تكرس مبدأ عدم النسيان ومع ذلك، فإن الأجيال الجديدة تنشأ في سياق مختلف.
وأضافت الكاتبة أن نقاشا يبرز حول مدى تأثير هذا الإرث على الهوية الألمانية المعاصرة ، وتساءلت فهل ما زال الألمان يحملون عقد هتلر»، أم أن نظرتهم إلى ماضيهم تغيرت مع الزمن؟ وما هي الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة الألمانية في التعاطي مع الإرث التاريخي؟
وتحت عنوان "فقه الحب" ، تقول الكاتبة منى عارف إن الحب أول درجات الإدراك وأخر أطوار المعرفة وليس فوقه إلا العشق ولا يعرف المحب قيمة المحبوب إلا حين يفقده في الحب حزن وفرح بهجة وأسى وأمل يعنى فيه حركة الحياة وكل أحوالها يعنى في غيابه سكون.. غيابة الموات ..بلغة بسيطة وعميقة الأثر.
تأتي هذه المقطوعات الفلسفية والإنسانية على السواء لتضفي إلى روح القراء مزيجا من التأمل والاستمتاع .. يأتي كتاب فقه الحب للمبدع الأستاذ يوسف زيدان كبسولة شفاء للروح.. ونسمة رقيقة في جوانب القلب ليلخص لنا أجمل المعاني والمشاعر وأسماها من الحب والأحبة وسرا الحياة.
وتقول الكاتبة :" نبدأ بالإهداء عتبة الولوج الأولى إلى هذا الكتاب إلى الخافقة قلوبهم عشقا وقلقا وإلى المحبين أولئك المحلقين الحيرانين الذين هم وحدهم الأحياء في أزمة النوات والممات ليبين لنا في فيما يخصهم بهذا التحليق الممتع إلى سموات أكثر رحابة من سموات الأرض، يحكى فيه عن التسامح والإخلاص والوفاء في زمن قلت فيه هذه المسميات مفتتح يشكل في ذاته طوق نجاة من مصاعب الدنيا وتقلب أحوالها وكأنها وصفة شفاء للقلوب وتذكرة دخولها إلى عالم تسمو فيه الروح وتصفى".
وتحت عنوان "هاملت جرح يكتب نفسه" ، تقول الكاتبة زينب عبد العزيز أنه في أبريل من كل عام، يُطل علينا ذكرى ويليام شكسبير (1564 - 1616) ليس ككاتب عظيم من التاريخ، بل كصوت يخترق جدران الزمن.. أربعة قرون مرت، ومسرحية (هاملت) لا تزال مرآة تلقى بظلالها على تناقضاتنا.. خوفنا من الفشل، حيرتنا بين العقل والقلب ... وصراعنا بين المبادئ والمصالح.
وترى الكاتبة أن المسرحية ليست حكاية انتقام قديمة، بل سؤال وجودي يطاردنا.. كيف نعيش في عالم يكافئ الخداع ويعاقب الحقيقة؟!
وتخلص الكاتبة في النهاية إلى أن هاملت ليس نصا أنه مصير جرح يكتب نفسه كلما ارتطم الإنسان بأسئلة لا جواب لها جرح يشبهنا .
وتكتب "هبة علاء الدين" تحت عنوان "بوليفونية ذات نسق ثقافي اسباني وفرعوني" حيث تقول إنه تتنوع مظاهر وجود الآخر في الثقافة المحلية، وتتدفق سردياته لتمتزج بسرديات الأنا معلنا وجوده في المعطيات الثقافية القومية . فتتشكل بذلك استعارة ثقافية تحمل في طياتها روحًا جمعية محلية وعالمية.
وتضيف الكاتبة :" في هذا السياق، يظن البعض أن هذا التداخل الثقافي قد ينطوي على أهداف كلونيالية بحتة؛ أي أنه تفاعل أحادي البعد والوجهة، حيث تناقش العديد من الدراسات هيمنة دول شمال العالم على جنوبه، مما يحيلنا إلى كولونيالية المعرفة والكينونة.
وتقول الكاتبة:" إلا أن التفاعل الثقافي الإيجابي، قد يتخذ عدة اتجاهات من بينها الاتجاه المغاير، ولعل شهر مارس من عام 2025 خير دليل على ذلك. فقد انطلقت هنا في إسبانيا، تزامنا مع شهر رمضان الكريم احتفالات الكرنفال في العالم الغربي واستمرت حتى نهاية الشهر في بعض المدن الإسبانية ومن اللافت أن هذه الاحتفالية تسبق مباشرة الصوم الخصوصية الجمعية العالمية. مما يفضى إلى حوارية جمالية الكبير - عند المسيحيين - ويعزى البعض رمزية الاحتفال وثقافية إلى نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع وتتجاوز خصوصية الاحتفال المركزية الأوروبية فهو يتصدر المشهد كذلك في دول لاتينية أخرى مثل البرازيل وكولومبيا والأرجنتين ".
ويكتب عبد السلام فاروق تحت عنوان "شامبليون وأسرار النيل" ، حيث يقول إن أصابع شامبليون كانت ترتعش وهو يلمس حجر رشيد كأنما يلامس جلد التاريخ نفسه؛ ذلك اليوم الذي كسر فيه صمت الهيروغليفية ، لم يكن مجرد كشف لغوي، بل كان استعادة لحكاية إنسانية طمستها القرون.
ويقول الكاتب أن العالم ظل ينظر إلى مصر بعينين نصف مغمضتين حتى جاء ذلك الفرنسي العنيد الذي قرر أن يسمع صوت الحجر، بعد أن ظن الجميع أنه صامت إلى الأبد.
وتكتب إستر فادي تحت عنوان " ماذا يعني أن نكون بشرا في عالم نصنعه بأناملنا الرقمية " حيث تقول أنه في عالم تهيمن عليه الصورة لم يعد التصوير الفوتوغرافي مجرد أداة لتوثيق الواقع، بل تحول إلى فضاء فلسفي تعاد فيه صياغة العلاقة بين الحقيقة والخيال بين المادة والذكاء الاصطناعي لتشكل اللوحات الفوتوغرافية
المعاصرة، التي تعتمد بشكل جذري على البرمجيات الرقمية، تحديا وجوديا لفهمنا التقليدي للفن والواقع مما يستدعى إعادة طرح أسئلة عن ((الجوهر، الهوية، والحدود الإنسانية) في عصر التكنولوجيا».
وتؤكد الكاتبة :" لذلك علينا تفكيك الواقع من الملتقط إلى المبدع»، وتاريخيا ارتبط التصوير الفوتوغرافي بسلطة الشهادة البصرية، حيث كانت اللحظة الملتقطة دليلا على وجود الشيء، لكن البرمجيات الرقمية قلبت هذه المعادلة، محولة الصورة إلى نص مفتوح قابل للتعديل إلى ما لا نهاية".
ويكتب الدكتور سامي سليمان تحت عنوان "رسالة قاسم أمين الأخيرة.. الجامعة بعلومها الإنسانية ترقي الشعور فتصنع البهجة" .
ويقول إن خطبة قاسم أمين "إنشاء الجامعة " في اجتماع خاص بالدعوى لتحقيق فكرة إنشاء الجامعة تم عقده بمنزل حسن باشا زايد بالمنوفية في 15 أبريل 1908 اي قبل وفاة قاسم أمين بثمانية أيام ، لذا يمكن رؤيتها بوصفها حاملة لرسالة قاسم أمين الأخيرة التي توجد مغزى مسلكه التنويري الذي أخلص له طوال مسيرة حياته القصيرة.
ويضيف الكاتب:" إذا كان قاسم أمين قد جعل من الجامعة وسيلة لخلق قادة الرأي العام فلا ريب أن بقية خطبته قد أكمل تجلية مغزى خطابه ، وذلك بكشفه عن بقية دلالات ذلك الخطاب الذي توجه به إلى المصريين وهي دلالات تتأسس على منظور يعلي من قيمة الشعور وأهميته كاشفا عن رؤية خاصة لقاسم أمين تعول بقوة على فعالية تربية الشعور في تغيير وعي المتعلمين بما يؤصل لدور الجامعة في إحداث هذا التغيير".
ويرى الكاتب أن تربية الشعور سبيل غير مباشر لتغيير الواقع وهو من ثم مسلك لصناعة النهضة وذلك ربط صريح اصطنعه خطاب أمين اصطناعا دالا لكونه صيغة موجزة لمغزى إسهامه التنويري الدال.
ح م د/س.ع
أ ش أ