القاهرة في 26 مارس /أ ش أ/ أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحاجة إلى خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واع، يرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد، مشيرا إلى أن الحفاظ على الهوية، وتعزيز القيم الأخلاقية مسئولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات بناء الوعى، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المسجد والكنيسة إلى وسائل الإعلام.
وقال السيد الرئيس السيسي- في كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف، بليلة القدر، اليوم /الأربعاء/، والذي أقيم بمدينة الفنون والثقافة (قاعة الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة- إن الله ﴿عز وجل﴾ اختص "ليلة القدر" هذه الليلة المباركة، بنزول القرآن الكريم، ليكون منهجا لبناء المجتمع وإعماره وتنميته، وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان، لذلك جعلت الدولة المصرية، الاستثمار في الإنسان نهجا أساسيا، تسعى من خلاله إلى إعداد جيل واع، مستنير، قادر على مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة، تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.
وأضاف أن كما جاء القرآن الكريم بمنهج البناء والإعمار، جاء أيضا بمنهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
وتوجه السيد الرئيس- في بداية كلمته- بأصدق التهاني إلى الشعب المصري العظيم، بمناسبة الاحتفال بـ"ليلة القــدر" المباركـة، تلك الليلة التي جاءت بنفحاتها الإيمانية العطرة، داعيا الله ﴿العلى القدير﴾ أن يعيدها على مصرنا العزيزة، وعلى الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، بفيض من الخير واليمن والبركات.
وأعرب السيد الرئيس عن بالغ تقديره، لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب- متمنيا له الشفاء- وكافة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف؛ لما يبذلونه من جهود مخلصة، لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وتعزيز صورة الإسلام، الذي ينبذ التشدد ويلفظ التطرف بكافة أشكاله، مكرسين بذلك مكانة الأزهر الشريف، منارة علم وإرشاد، تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، ومرجعا راسخاً؛ يستند إليه لفهم صحيح الدين.
وتقدم السيد الرئيس السيسي، للشعب المصري بأسمى عبارات الشكر والتقدير، على مواقفه الصادقة والتصدي بشجاعة وثبات، للتحديات الاستثنائية التي تواجه المنطقة، معربا عن احترامه وتقديره للشعب المصري خلال هذه الفترة الصعبة التي مرت وما زالت على المنطقة ومصر.
وأكد أن تماسك الشعب المصري أمر له بالغ التقدير والإعجاب والاحترام، مشيرا إلى أن هذا ليس بجديد على المصريين، هم في المواقف الصعبة شكل مختلف يتجاوزون أي شئ.
وقال إن البعض أعتقد أن هذه الظروف الصعبة قد تكون لها تأثيرات سلبية، لكن ما حدث هو المتوقع من المصريين، "موقفكم وصلابتكم أمر مقدر جدا عند الله تعالى… ربنا يقدرنا ويوفقكم أن نعمل كل شئ طيب من أجل مصر والإنسانية".
وأضاف "إنني على يقين راسخ، بأن وحدتنا التي لا تعرف الانكسار، وصلابتنا المتأصلة في نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون هي المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التي تعترض طريقنا".
وجدد السيد الرئيس التأكيد على أن مصر، ستظل تبذل كل ما في وسعها، لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضي في تنفيذ باقي مراحله، داعيا الشركاء والأصدقاء، لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
وختامًا دعا السيد الرئيس الله ﴿سبحانه وتعالى﴾، أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، وأن يكلل مساعينا بالنجاح والتوفيق. ﴿إنه نعم المولى ونعم النصير﴾.
وقبل مغادرة السيد الرئيس، وجه رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، معاوداً الإعراب عن التقدير لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية، ومشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى حافظ لمصر على الدوام.

أ د ه
/أ ش أ/