القاهرة في 22 مارس/أ ش أ/ كتب / محمد المعبدي
تزخر مصر بتراث عظيم ثري ومتنوع يعكس حضاراتها وتاريخها عبر آلاف السنين، ويعد هذا التراث المعماري والفني أروع ما خلفه لنا الأجداد على مصر العصور.كما يمثل التاريخ المرئي لحضارة مصر عبر العصور.
ولرؤية هذا التراث المادي رأي العين أعظم الأثر في النفوس من قراءة كتب المؤرخين أو حتى مشاهدة المخطوطات، ولعل "بيت السناري" الذي بناه الأمير إبراهيم كتخدا السناري والكائن على بعد خطوات من مسجد السيدة زينب وسط القاهرة خير شاهد على هذا التراث المعماري الإنساني.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمنزل 1150 مترا مربعا تشمل حوالي 810 أمتار وهي مساحة عمارة المنزل الأصلية الموصوفة بوثيقة الوقف إضافة إلى مساحة الحديقة المضافة (متمثلة في قطعتي أرض أضيفتا دون عمارة) وتبلغ مساحتها نحو 345 مترا مربعا.
وتبلغ مساحة المباني (غير مساحة الحديقة والمباني المستحدثة بها حوالي 643 مترا مربعا، ويتكون من دور أرضي ودورين علويين ويمكن تقسيمه إلى خمسة أقسام رئيسية هي قسم المدخل وعناصر الحركة والإتصال، وقسم أماكن الخدمة، وقسم أماكن الاستقبال، وقسم أماكن الأسرة والحياة الخاصة (الحريم)، وقسم الحديقة.
وللمنزل مدخلان رئيسي وفرعي، المدخل الرئيسي، عبارة عن باب من الخشب النقي مقنطر، ومبني بالحجر الفص النحيت الجديد الأحمر، بينما المدخل الفرعي مستحد ولم يرد بحجة الوقف أو يثبت برسوم الحملة الفرنسية، ويؤدي إلى داخل حديقة المنزل وكذا فناء قسم الحريم وملحقاته عبر أبواب إتصال مستحدثة لربط أجزاء المنزل كلها من الداخل..كما توجد في البيت، الدركاة وهي مستطيلة الشكل وبصدر الدركاة مسطبة موضع جلوس الحارس (البواب) والمسطبة مستطيلة المسقط.
ودهاليز المدخل يوجد بها بابان وأربعة شبابيك ، وينقسم سقف الدهليز لثلاثة أقسام، الأوسط يمثل قبو نصف إسطواني، هو يمثل المساحة التي تعلوها أرضية القاعة العلوية، بينما السقف بالقسمين طرفي الدهليز فمستويان من الخشب النقي.
أما الفناء الرئيسي، (الحوش) ، فهو عبارة عن كشف سماوي مستطيل يتوسط أرضيته حاليا فسقية رخامية مربعة الشكل ليست من أصل عمارة البيت ويحيط بالفناء وتشرف عليه أربع واجهات بارتفاع ثلاثة أدوار.
كما يوجد في البيت إسطبل مستطيل المسقط ويقسم إلى أربعة أقسام متساوية تقريبا وهذه الأقسام مغطاه بأقبية متقاطعة ويشرف الإسطبل على دهليز المكان بشباكين خشبيين، وتوجد أيضا بئر الماء الرئيسي في ارتداد المنزل يليه منور للحمام حيث كان يوجد سلم يُصعد منه للوصول إلى مستوقد الحمام الملحق بالقاعة أعلى دهليز المدخل.
أما الطاحون فيتكون من مساحتين متتاليتين متصلتين وهو عبارة عن طاحون لطحن الحبوب اللازمة للبيت كما إنه قريب من الإسطبل لتزويده كذلك بالحبوب المجروشة إلى الدواب بالإسطبل، ويوجد أيضا سلم حجري نصف دائري يوصل إلى المقعد وباقي فراغات الدور الأول، وتوجد مزيرة، أي مكن وضع الزير، حيث الماء البارد المعد للشراب وكان يحمي الزير من أشعة الشمس أو الأتربة حجاب من الخشب الخرط "شيشة من الخشب النقي شغل الخراط".
وتوجد مشربيتان من الخشب الخرط تخصان قاعة الاستقبال بقسم الحريم، يعلو كل مشربية شباك مغشى بحجاب من الخشب الخرط، أما التختبوش أو الطشتخاناة فيفتح على الفناء بكامل اتساعه بواسطة فتحتين يفصلهما ويتوسط واجهة التختبوش عمود رخامي ليساعد على حمل السقف، ويستخدم التختبوش لاستقبال ضيوف المنزل سواء كبار السن أو من لا يرغبون في الصعود لأعلى لأي سبب وقد يستخدم كذلك لجلوس القريبين من أهل المنزل أو المعتادين زيارة المنزل لسهولة الصول إليه ويمكن القول تجاوزا بأنه مكان للاستقبال غير الرسمي.
أم المقعد فيعلو التختبوش وتشرف واجهة المقعد على الفناء ببائكة من عقدين من نوع حدوة الفرس ويرتكزان في الوسط على عمود رخامي مستدير المسقط يحمل طبلية خشبية متصلة بالجدران بواسطة روابط خشبية لدعم البناء ويفتح كل من التختبوش والمعقد باتجاه الشمال (الجهة البحرية) لاستقبال نسيم الهواء مما يؤهلهما وظيفيا كأماكن استقبال صيفية.
أما القاعة الكبرى(أو قاعة السلاملك)، فهي أهم فراغات البيت معماريا وزخرفيا ويتوسط أرضيتها فسقية من الرخام وسقفها من الخشب النقي المجلد بالتذهيب والألوان وتبرز من وسطه شخشيخة مثمنة الشكل ترتكز على مقرنصات خشبية متقنة الصنعة حيث فتحت بأضلاعها الثمانية نوافذ تساعد على الإضاءة والتهوية وتكمل مع الملقف عملية تجديد الهواء بالقاعة وبالزاوية الجنوبية لردهة "باب سر" يقود إلى دهاليز ينقلنا بدوره إلى قاعة الحريم.
ويضم البيت أيضا ملقف الهواء (باذاهنج) وهو عبارة عن ملقف من الخشب النقي (باذاهنج) وهو كبير المساحة يفتح باتجاه الشمال لاستقبال نسيم الهواء البارد مما يساعد على عملية التهوية.
كما توجد قاعة الحريم (أو القاعة الصغيرة أو الحرملك) وهي قاعة مستطيلة وتتكون من دور قاعة وسطي وإيوانين وتشرف على الفناء الرئيسي بمشربية من الخشب الخرط، ويوجد أيضا حمام القاعة الكبرى "السلاملك" والذي يتكون من حجرتين الأولى عبارة عن "مسلخ" وهي مربعة مفروشة بالرخام ومغطاه بقبة ضحلة من الجص المخرم والمعشق بالزجاج الملون، والثانية عبارة عن "بيت الحرارة" وهي تماثل حجة المسلخ معماريا كما يوجد كرسي راحة"كنيف" في الطرف الشمالي الغربي من بيت الحرارة.
أما الحديقة أو الفناء فمساحتها على نفس مستوى الباب الرئيسي وتتكون من أبنية في الضلعين الجنوبي الشرقي والشمال الشرقي مرتفعة عن أرضية الفناء على نفس مستوى أرضية المدخل الخارجي، وكانت الأبنية تقع في طابقين وكان يتقدمها رواق وتهدمت أبنية الدور الأول بالكامل وانهارت البوائك التي كانت تتقدمها إلا أن آثار دعاماتها وبعض أرجل عقودها مازالت موجودة والأبنية الموجودة حاليا مستخدمة كدورات للمياه وحجرات للتخزين والأمن.
وقد تم استخداث فتحة باب بجدران قسم الحريم المطلة على فناء الحديقة بالجزء الذي به سلم الفناء الثانوي بقسم الحريم ليصل هذه الحديقة بأبنيتها المستحدثة بداخل المنزل، واستخدمت أماكن هذا القسم (الحديقة) كمعارض ومراسم وورش ومخازن أثناء استخدامات المنزل المتعددة سواء من قبل الفرنسيين أو عندما استخدم كمركز للحرف الأثرية في الفترة منذ ستينيات القرن العشرين وحتى نهايته تقريبا وأيضا استخدم كورشة للفنون النسائية.
ويتسم منزل السناري (1783 ــ 1794) بأهمية معمارية وتاريخية خاصة، فالبيت يمثل أحد أروع أمثلة العمائر السكنية من دور وقصور الأمراء ورجال الدولة البكارفي العصر العثماني، ويظهر ذلك في النقوش والزخارف الموجودة على جدرانه وكذلك طبيعة العمارة التي بني على أساسها البيت والتي تظهر في مشربياته وأبوابه وأسقف الحجرات المصنوعة من الخشب النقي المجلد بالتذهيب، وكذلك نظام التهوية بالبيت حيث يوجد ملقف الهواء الذي يفتح باتجاه الشمال لاستقبال الهواء البحري، والشخشيخة المثمنة الأضلاع في القاعة الكبيرة والتي تفتح بأضلاعها الثمانية لاستقبال الهواء من الملقف ومعادلة عملية الإضاءة داخل القاعة.
الأهمية التاريخية
من حيث الأهمية التاريخية فصاحب البيت هو إبراهيم كتخدا السناري أحد كبار المماليك في عصره وسمي بالسناري نسبة إلى سنار في السودان، ويذكر الجبرتي أن إبراهيم السناري أصله من برابرة دنقلة من السودان، وقد أتى إلى مصر واستقر بمدينة المنصورة وعمل بها كبواب وتعلم القراءة والكتابة ودرس كتب التنجيم والسحر فذاع صيته كعراف يكتب التمائم والتعاويذ وأظهر ذكاء ونجابة ، فاستطاع أن يلفت نظر أمراء المماليك تجاه، فدخل في خدمة مصطفى بك الكبير وصار في وقت قصير من أقرب المقربين إليه، فأخذ يدير شئونه ويحرر مكاتباته بعد أن تعلم اللغة التركية وأخذ يتنقل بين خدمة أمراء المماليك بما يخدم مصالحه حتى تمكن من أن يستميل إليه الأمير مراد بك الكبير، فبعد أن أمر الأخير بقتله عفا عنه وقربه منه وصار من أقرب المقربين إليه ولازمه في أسفاره وترحاله وصار إبراهيم السناري كتخدا للأمير مراد بك ثم نائبا له وصار واحدا من أعظم الأعيان يمتلك ألتزاما وإيرادا ومماليك وتقرب منه حتى صار زمام الأمر بيده منذ عام 1794، حيث اعتكف سيده تاركا لإبراهيم السناري إدارة شئونه .
وكانت خاتمته مأسوية حيث تم استدعاؤه مع بعض الأمراء المماليك من قبل حسين باشا القبطان حيث قتلوا في 25 أكتوبر 1801 ودفنوا في الإسكندرية.
وإبراهيم السناري هو مالك المنزل وصاحبه، والواقف له بموجب حجة شرعية مسجلة بمحكمة ومحفوظة بأرشيف وزارة الأوقاف ومؤرخة في 18 رمضان سنة 1209 هـ/ 1795 م.
وللبيت أهمية تاريخية خاصة، حيث ارتبط تاريخه بالحملة الفرنسية على مصر (1798 ــ 1801 م )، فقد أقام فيه عدد من أعضاء لجنة العلوم والفنون ضمن الحملة وكان أغلبهم من الرسامين والمهندسين، وإلى هؤلاء يرجع الفضل في تأليف موسوعة "وصف مصر" وعندما اكتشف حجر الرشيد، تم جلبه إلى بيت السناري وبدأت أولى محاولات فك رموز الحج وعلم المصريات.
وبدأ الاهتمام بالمنزل من خلال لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1913م، حيث قام مهندسو اللجنة بترميم المنزل وصيانته وأستأجره أحد الفرنسيين لعرض مجموعته الآُثرية وأطلق عليه متحف بونابرت في مصر سنة 1917، فكان المتحف الأول لبونابرت في بيت السناري في الفترة من 1917 ــ 1927 ، وكان مديره جالياردو بك وأقيم بعد ذلك المتحف الثاني وكان مقره أيضا في بيت السناري، وقد تم إعداد النماذج الخاصة بالمتحف في مصنع سيفر بفرنسا وكان هذا المتحف تجسيدا لكل ما يتعلق بالحملة الفرنسية على مصر وفريق العمل الخاص بكتاب وصف مصر وانتاجهم الفكري والصحف التي صدرت في تلك الفترة بالإضافة إلى عرض نموذج لحجر الرشيد، ثم تم نزع ملكية المنزل لصالح هيئة الآثار المصرية سنة 1948 وبعد زلزال سنة 1992 تأثر المنزل فتم ترميمه ضمن مشروع ترميم متكامل ويشغل المنزل حاليا مقر فرعي لأنشطة مكتبة الإسكندرية بالقاهرة(بيت العلوم والثقافة والفنون).
مكتبة الإسكندرية وبيت السناري
أدركت مكتبة الإسكندرية مدى هذه الأهمية المعمارية والتاريخية لبيت السناري؛ ولذلك عملت على تجهيزه ليكون مركزا ثقافيا وبيتا للعلوم والثقافة والفنون منذ عام 2010؛ بهدف إحياء المجمع العلمي المصري القديم الذي شهد تأليف موسوعة "وصف مصر" الشهيرة، وحرصت المكتبة على أن يكون البيت امتدادا لها داخل القاهرة انطلاقا من دورها في نشر الثقافة والوعي بين الجماهير، فالبيت يقدم أنشطته للأطفال في برنامج شهري يتعامل فيه مع المدارس المجاورة في القاهرة ومع الأطفال عموما بهدف تنمية قدراتهم وإكسابهم مهارات مختلفة ، وكذا يقدم البيت خدماته للشباب حيث يهدف إلى تعليم الشباب حرفا جديدة لمساعدتهم على مجابهة تحديات سوق العمل وتنميتهم تنمية ذاتية وصقل مهاراتهم الفنية في الفنون المختلفة والموسيقى.
أما المرأة فلها نصيب كبير في بيت السناري حيث يقام لها العديد من الفعاليات وبالإضافة إلى ذلك تقام العديد من الحفلات الشهرية والندوات التثقيفية والمعارض الفنية والمؤتمرات الدولية والصالونات الثقافية فبيت السناري يعد نموذجا مصغرا من مكتبة الإسكندرية بكل فعالياتها وأنشطتها.

فعاليات بيت السناري
وقال محمد حجازى المنسق الإعلامى لـ "بيت السناري" لوكالة أنباء الشرق الأوسط، :"يقدم بيت السناري العديد من الفعاليات والأنشطة التي تركز بشكل أساسي على الثقافة والتراث والهوية، من حيث التعريف بالثقافة"، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات والأنشطة تتم في شكل حلقات متصلة يُكمل بعضها البعض وتكمل هي بدورها ما يتم تقديمه داخل مكتبة الإسكندرية بهدف تحقيق رسالة ورؤية المكتبة في إنتاج ونشر المعرفة وتحقيق التفاعل بين الشعوب والحضارات.
وأضاف،: إمعانا في نشر العلم والمعرفة وتحقيق الاستفادة المتبادلة، فإن بيت السناري يحرص كل الحرص على إقامة العديد من الفعاليات بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهيئات فهناك الكثير من الأنشطة التي تتم بشكل شهري بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة، والأدارة المركز للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلى للثقافة والمركز الثقافي النمساوي بالقاهرة وغيرها .
وأوضح أن الورش التعليمية والتدريبية والأشغال اليدوية والفنية داخل بيت السناري تنقسم إلى روش مفتوحة للجمهور بكافة فئاته وورش خاصة بطلاب المدارس ودور رعاية الأيتام والأطفال من ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، وتعقد بالتعاون مع الإدارات التعليمية والمدارس ووزارة التضامن الاجتماعي، موضحا أن الورش تستهدف كافة الفئات وتساعد على تنمية القدرات والمهارات وزيادة الإبداع والابتكار وتنمية الخيال وتعزيز الروابط الاجتماعية وتأهيل الشباب إلى سوق العمل.
وقال حجازي إن هذه الورش تنقسم إلى ورش الأشغال اليدوية والحرفية، وتشمل ورشا يدوية في الخياطة والتطريز والحياكة وفي أعمال الخشب والأربيسك والفخار والسيراميك والخزف وفي الزجاج والاكسسوارت والأعمال الفنية الأخرى، فضلا عن ورش الجلود.
وأوضح أن هناك ورش الإبداع والتعليم الثقافي وتشمل ورشا في التراث الثقافي والتاريخ وفي الأدب والشعر والكتابة الإبداعية، فضلا عن ورش الفنون والأداء والإلقاء، وتشمل ورشا في التصميم الجرافيكي والفنون الرقمية.
وفي الفنون التشكيلية والتصويرية، وفي الفنون المسرحية والتمثيل، فضلا عن ورش الصحة وعلم النفس وتكون في اليوجا والتأمل والاسترخاء وفي الصحة النفسية وإدارة الضغوط، بالإضافة إلى برامج الأشغال اليدوية المرتبطة بالمناسبات كبرنامج نصف العام والبرنامج الصيفي، وبرنامج "أهلا رمضان".
وأشار إلى أنه يتم عقد ندوات وأمسيات ثقافية تشمل مواضيع متنوعة تتعلق بالتاريخ والحضارة والفن والأدب والعلوم والتكنولوجيا والتراث والتربية والتعليم والفلسفة وغيرها، وتهدف هذه الندوات إلى نشر الوعي والمعرفة وتعزيز الحوار الثقافي وتوفير منصة للتفاعل والتبادل بين الخبراء والمهتمين بالموضوع المطروح.
وأوضح أنه من بين المجالات الثقافية التي تنظم فيها الندوات، التاريخ والحضارة والتراث الثقافي وتشمل مجالات دراسة تاريخ الحضارات القديمة والحديثة وعلم الآثار والتراث الثقافي والتراث الفني، والأدب واللغة، وتشمل دراسة الأدب والشعر والقصة والرواية والمسرح وعلم اللغة والنحو والصرف.
كما تشمل الندوات مجال الفنون ، ويتم خلالها دراسة الفنون التشكيلية والموسيقى والرقص والفنون الشعبية والتصوير الفوتوغرافي، والعلوم والتكنولوجيا وتشمل دراسة مجالات العلوم والتقنيات الحديثة والبيئة والطاقة والتسويق الالكتروني، كما تشمل الندوات الإعلام والاتصالات وتتضمن دراسة وسائل الإعلام والاتصالات ومصادرها وتأثيرها على المجتمع .
م ش ا
أ ش أ