القاهرة في 4 فبراير /أ ش أ/ أكد السفير عمرو الجويلي أن الدبلوماسية تلعب دوراً محورياً في بناء العلاقات بين الدول وتعزيز التفاهم بين الشعوب، موضحاً أن تأثير الدبلوماسيين لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يمتد ليشمل المساهمة في إثراء الحركة الثقافية من خلال كتاباتهم ومذكراتهم.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة بعنوان "كتابات الدبلوماسيين المصريين خلال عام 2024"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، والتي شارك فيها كل من السفير حسين حسونة ممثل مصر السابق في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي مساعد وزير الخارجية الأسبق، والسفيرة عبير رضوان سفيرة مضر السابقة لدى بوروندي، والسفير أشرف عقل سفير مصر الأسبق بفلسطين والدكتور محمد مصطفى عرفي.
وقال الجويلي إن العديد من الدبلوماسيين تركوا بصمات فكرية وأدبية عميقة ساهمت في تشكيل الوعي الثقافي، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
ونوه إلى أن كتابات الدبلوماسيين تتميز بعمق رؤيتهم وتحليلهم للأحداث من منظور عالمي، نتيجة احتكاكهم بمختلف الثقافات والحضارات، وغالباً ما تجمع نصوصهم بين التوثيق التاريخي والتحليل السياسي والتأملات الفلسفية، مما يجعلها مصادر قيمة لفهم طبيعة العلاقات الدولية وتطور الفكر الإنساني.
وفي هذا الإطار.. أعرب السفير حسين حسونة عن سعادته بالمشاركة في معرض الكتاب، مشيرا إلى أن الثقافة تعد مصدرا مهما للحضارة والتقدم والتعاون بين الشعوب، وأن هناك تقديرا دوليا وعالميا للحضارة المصرية لما قدمته من ثقافة وفن وفكر للعالم.
واستعرض السفير حسين حسونة كتابه «اتفاقات وخلافات العرب كما عايشها عبد الخالق حسونة أميناً عاماً لجامعة الدول العربية»، وقال: "نلتقي بشخصية استثنائية بحق، ليس فقط لكونه دبلوماسيا مرموقا أو مسؤولا تبوأ أعلى المناصب وأرفعها، سواء في مصر أو كثاني أمين عام لجامعة الدول العربية، ولكنه في حقيقة الأمر رجل من البنائين العظام الذين أسهموا بهمة وإخلاص في بناء وإرساء القواعد وتمهيد الطريق للأجيال.
ولفت إلى أن كتابه يكشف لنا الخفايا والخبايا عن أحداث واتفاقات وخلافات العرب، وما لا نعرفه عن سيرة عبد الخالق حسونة، وحسبنا فخراً أن الذي قدم لهذا الكتاب هو الأمين العام لجامعة الدول العربية الحالي أحمد أبوالغيط، وأضاف: " نحن أمام كتاب زاخر بالتواريخ والأحداث والشخصيات، فصاحبه هو صاحب الرقم القياسي في الجلوس على مقعد الأمين العام طيلة عقدين كاملين من الزمن (1952- 1972)".
وذكر السفير حسين حسونة أن المحطة الفارقة في تاريخ «عبد الخالق حسونة» تظل تعيينه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفاً لأمينها الأول عبد الرحمن عزام، وفي الكتاب تفاصيل تاريخية مهمة عن الظروف التي صاحبت هذا التعيين واختيار حسونة للمنصب في توقيت مضطرب بعد ثورة يوليو 1952.
وأشار إلى أن كتابه «اتفاقات وخلافات العرب كما عايشها عبد الخالق حسونة أميناً عاماً لجامعة الدول العربية» يعد مرجعاً لمعالم الدبلوماسية المصرية منذ إنشاء وزارة الخارجية عام 1922 إلى قيام الثورة عام 1952، ويبين كيف خاضت الدبلوماسية عبر تلك السنوات معارك في سبيل تحقيق استقلال مصر وإنهاء الاحتلال البريطاني، وتصفية الامتيازات الأجنبية، والدفاع عن وحدة وادي النيل، ويؤكد ذلك أن الدبلوماسية المصرية كانت ولا تزال من أكثر الدبلوماسيات نشاطاً وإنجازاً، و تمثل مدرسة عريقة لها أصولها ومفاهيمها وعرفها وتقاليدها وتخرج فيها أبناء أكفاء مدربون ومتخصصون في شتى المجالات.
وتابع: "الكتاب يمثل استرجاع تاريخ الجامعة العربية كأول منظمة إقليمية في ظل النظام الدولي المقام عقب الحرب العالمية الثانية، وهو تاريخ اقترن على مر السنين بتاريخ الحركة القومية وكفاح الأمة العربية من أجل الاستقلال والتنمية، كما امتزج بتاريخ العلاقات العربية بتناقضاتها وتفاعلاتها المختلفة.
من جهته.. قال السفير أشرف عقل إن أهمية كتابات الدبلوماسيين تبرز في توثيق الأحداث السياسية الكبرى من وجهة نظر شخصية، وتكشف عن تفاصيل غير معروفة للجمهور.
وأضاف عقل أن تلك الكتابات تقدم رؤى معمقة حول القضايا العالمية وتطور السياسات الدولية، كما أن بعض الدبلوماسيين يعبر عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الأدب، مستلهمين من تجاربهم الحياتية في مختلف دول العالم.
من ناحيتها.. استعرضت السفيرة عبير رضوان دور الدبلوماسيين في إثراء الحركة الثقافية، وقالت إنه بفضل تفاعلهم المستمر مع ثقافات متنوعة، يصبح الدبلوماسيون جسوراً للتبادل الثقافي، مما يعزز التفاهم بين الشعوب ويشجع على قبول التنوع.
وتابعت أن كتابات الدبلوماسيين تمثل شهادات حية على أحداث تاريخية مهمة، مما يثري السجلات التاريخية ويقدم رؤى متعددة الزوايا.
ونوهت إلى تأثير الدبلوماسيين الكبير في الفكر والأدب حيث ساهمت نصوص دبلوماسيين كثر في تشكيل مفاهيم فكرية تجاوزت المجال السياسي إلى الأدب والفلسفة.
وفي السياق ذاته.. أكد الدكتور محمد مصطفى عرفي أن كتابات الدبلوماسيين ليست مجرد وثائق سياسية، بل هي مساهمات فكرية وثقافية تعكس تفاعلاتهم مع العالم وتجاربهم الغنية.
وقال عرفي إنه من خلال هذه الكتابات، يستطيع القراء فهم أعمق للتاريخ والسياسة والثقافة، مما يؤكد الدور الحيوي للدبلوماسيين في إثراء الحركة الثقافية على مر العصور.

آ ع س/ج أ ش
/أ ش أ