باكو في 16 نوفمبر /أ ش أ/ دعا الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، إلى إدارة الموارد الطبيعية في العالم، بشكل عادل ومستدام، لتحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان الحاضرة والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، موضحا أن البيئة والحفاظ عليها، قضية محورية وتمثل جزءًا أصيلًا من هويتنا الإنسانية جميعا، مشيرا إلى أن تعاليم الدين الإسلامي، حثتنا على التوازن وعدم الإسراف، حتي حين الوفرة.
وأوضح الدكتور عمرو الليثي - في كلمته اليوم /السبت/ خلال فعاليات مؤتمر المناخ " COP29 " في باكو عاصمة أذربيجان- أن قضية البيئة من القضايا المتشابكة ومتعددة الأدوار، مشيرا إلى أن الإعلام كآلية أساسية لتداول المعلومات والأفكار والآراء، عبر قنوات متعددة سواء التقليدية والمبتكر منها، يهدف إلى إطلاع الجمهور على القضايا المختلفة، توعيتهم، وتوجيههم نحو اتخاذ خطوات تفاعلية مستنيرة، حيث أنه نتيجة للوعي العام وإدراكنا للخطر المحيط بنا جميعا؛ برز نمط تخصصي منه وهو الإعلام الأخضر ليركز على القضايا البيئية والتنمية المستدامة، وتعزيز الوعي بما يحيط من كوكبنا من مخاطر لتغيير السلوكيات السلبية تجاه البيئة ودعمها إيجابياً، وتفعيل السياسات والإجراءات التي تهدف إلى حماية الكوكب.
وأشار إلى أنه أصبح من بين أدوات الإعلام الأخضر، الابتكار باستخدام آليات رقمية حديثة تجذب الجمهور الأكبر، وخاصة الشباب منه لتحفيزهم علي المشاركة في هذا المضمار، إضافة إلى بعد آخر هو إلهام التغيير؛ فحينما نعرض في برامجنا و أطروحاتنا قصص النجاح والمبادرات البيئية يكون هدفنا تحفيز الأفراد والمجتمعات على المشاركة.
كما أشار إلى أن الإعلام الأخضر ليس مجرد اتجاه، بل يعد أداة محورية تعني بقضايا البيئة وتعزز المسئولية الفردية والجماعية تجاه الموارد الطبيعية، وهو تطور طبيعي لدور الإعلام التقليدي في مواجهة تحديات فرضها الواقع من خلال الزيادة في عدد السكان ومحدودية للموارد الطبيعية، هادفا إلى أن يصبح أداة فعالة لتغيير السلوكيات، حماية البيئة، ودفع عجلة التنمية المستدامة نحو مستقبل أفضل.
وأكد أن الحفاظ على البيئة يجب أن يتم بتضافر جهود جميع القوى من خلال التعاون بين الحكومات، الإعلام، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، لتعزيز الوعي البيئي ودفع عجلة التنمية المستدامة للأمام، مشيرا إلى أن الإعلام الأخضر يحتاج إلى دعم مستمر من كل الأطراف لتحقيق تأثير فعّال ومستدام، فحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا جميعا كبير.
وأشار إلى أنه لتمكين آلية الإعلام الأخضر من نشر الوعي البيئي في المجتمع، يجب أن يتم من خلال عدة محاور تتمثل في إنتاج محتوى إعلامي متميز يسهم في تسليط الضوء على قضايا البيئة الملحة مثل التلوث وحماية التنوع البيولوجي، مع الطرق على أنماط الحلول المستدامة، وذلك من خلال تبادل برامجي وإخباري لمحتوى منتج لهذا الهدف.
وطالب بضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من خلال إطلاق حملات توعوية مشتركة تدعم أهداف الحفاظ علي البيئة وتبرز القيم الإسلامية التي تحث عليها ( جاري الإعداد لها )، مؤكدا على ضرورة تطوير قدرات الإعلاميين، عبر تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة لتعزيز فهمهم للقضايا البيئية وتمكينهم من نقل الرسائل بفعالية إلى المجتمعات، حيث إدراكا لهذه النقطة تحديدا: نسعي جاهدين في هذا المنحي بمنتهي الشغف و المهنية مع شركائنا .
وأكد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة لتوسيع نطاق التأثير الإعلامي، سواء عبر البث التقليدي أو المنصات الرقمية، لضمان وصول الرسائل البيئية إلى مختلف الفئات.
وأشار إلى أن اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول التعاون الإسلامي يؤمن أن البيئة ليست مجرد قضية تخص الحكومات أو الخبراء، بل هي التزام إنساني وأخلاقي يعكس قيمنا المشتركة ويترجم رؤيتنا نحو عالم أفضل، لذا فهو يتطلب مشاركة الجميع.
ودعا الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي - في ختام كلمته - إلى التكاتف من أجل تحقيق أهدافنا البيئية المشتركة، لنتبني رؤية عامة تعيد التوازن وتهدي لأجيالنا القادمة الأرض، مفعمة بالحياة والجمال، وأن نعمل معًا على جعل الإعلام قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة".

م ي م
أ ش أ