إعادة مطلوبة
--------------------

القاهرة في 4 نوفمبر /أ ش أ/ شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، افتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة، والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وحضر افتتاح المنتدى، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ورئيس مجلس القيادة الانتقالي بجمهورية السودان عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أنا كلوديا روسباخ.
وتشارك في المنتدى وفود أممية ودولية رفعية المستوى، ليوجه أنظار العالم صوب مصر وتجربتها التنموية الحديثة ولبحث معالجة قضية التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان العالمية.
ومن المقرر أن يضم المنتدى الحضري العالمي ما يقرب من 600 حدث يركز على توطين أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحالات الطوارئ المناخية، وتشمل أبرز الأحداث حوارات رفيعة المستوى، وطاولة مستديرة وزارية حول الحوكمة متعددة المستويات لتسريع تنفيذ أجندة المدن الجديدة، وأجندة 2030 للتنمية المستدامة، وأجندات عالمية أخرى، وإطلاق تقرير المدن العالمية الرائد 2024 حول المدن والمناخ.

وفي كلمة مسجلة.. دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى جعل التنمية الحضرية المستدامة حقيقة.
وقال جوتيريش "يسعدني المشاركة في المنتدى الحضري العالمي،تجتمعون اليوم في القاهرة هذه المدينة الكبيرة المليئة بالحيوية ومركز جذب لكل الابتكارات والإبداع لأكثر من ألف عام، أشكر وجودكم في مصر أنتم تمثلون الأماكن الحضرية ومركزًا للبشرية، فأنتم في الخطوط الأمامية للعالم المتماسك".
وأضاف أن "التقدم يبدأ من المستوى المحلي على الأرض في المجتمعات وفي حياة الأشخاص" داعيًا إلى العمل على تسريع أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة عدم المساواة، وضمان توفير مساكن آمنة وبأسعار معقولة للجميع، ودعم الدول النامية للتخطيط وتنفيذ مدن آمنة وصحية وسهل الوصول إليها ومرنة ومستدامة، مشددًا على أن العالم يحتاج إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى، لافتًا إلى أن المدن ليست محرك قوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، ولكنها محفز أيضًا للحلول المستدامة.
من جانبها.. ثمنت أناكلوديا روسباخ وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" الجهود المصرية في استضافة المنتدى الحضري العالمي، مشيرة إلى أن مصر لم تدخر جهدًا لكي يخرج المنتدى بهذا الشكل.
وأكدت المسئولة الأممية -في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الحضري العالمي- أهمية الشراكة العظيمة مع مصر في المنتدى الحضري العالمي، منوهة بأهمية المنتدى حيث إنه يهتم بأجندة المدن الحضرية.
وقالت إن هناك اهتمامًا عالميًا في المجتمعات الحضرية بهذا الموضوع منذ نشأة هذا المنتدى الذي جذب الكثير من أصحاب المصلحة ومن قطاعات مختلفة والكثير من المؤسسات التي تهتم بمستقبل الكون.
وأعربت عن أملها في أن يكون المنتدى عظيمًا وقويًا وأن يحقق التواصل والتغيير والتحول في المجتمعات الحضرية، مشيرة إلى أن هذا المنتدى هو الأكبر في تاريخه، وشهد تطورًا عظيمًا وأصبح مرئيًا للجميع.
بدوره.. قال رئيس الجمعية العالمية للحكومات المحلية وعمدة مدينة لاهاي جان فان زانين، إن المنتدى الحضري العالمي يأتي في وقت يشهد فيه العالم حالة من الصراعات والحروب التي تؤثر بالسلب على المجتمعات الحضرية.
وأضاف زانين، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إن التحديات التي تواجه التطوير الحضاري يجب أن يتكاتف الجميع لمواجهتها وتعزيز الالتزامات المستقبلية للتنفيذ.. مشددًا على أن هناك ضرورة ملحة لوضع المجتمعات المحلية في بيئة مستدامة تضمن حياة تليق بالسكان والمواطنين.
وأشار إلى أن هناك جهودًا مشتركة مع الأمم المتحدة للسعي لتطوير المستوطنات البشرية بشكل مستدام من خلال تطبيق الأجندات الحضرية.. معربًا عن شكره لمصر لجهودها في تنظيم المؤتمر ودورها الملحوظ في دعم المجتمعات الحضرية.
من جانبه.. قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي إن مدينة القاهرة مثلت رمزًا للثراء العمراني على مر التاريخ، والذي زاد تنوعًا وتوظيفًا لخدمة الإنسان واقتصاده الوطني خلال السنوات الماضية من عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقود نهضة عمرانية وحضرية فريدة في تاريخ المنطقة.
وأضاف العليمي -في كلمته خلال الافتتاح- أن اختيار القاهرة لاستضافة هذا الحدث الأممي المهم يعد أفضل تجسيد لفلسفة وأهداف المنتدى الحضري العالمي.
وأوضح أنه من الأمثل استفادة البلدان من هذه التجربة الرائدة في مقاربة الاستحقاقات الوطنية المتعلقة بالتنمية الحضرية وإعادة إعمار المدن من خلال الاستعانة بتجارب الشركات والخبرات والعقول المصرية التي أسهمت في هذا التحول الحضري والإنمائي العظيم.
وخلال كلمته.. أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عن تقديره للدور المصري في دعم السودان.
واستهل البرهان كلمته بتوجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال في مصر، وقال إن هذه الحفاوة ليست بغريبة عن الشقيقة مصر .
كما تقدم بالتهنئة لمصر على استضافة هذا الحدث الدولي المهم وللقيادة المصرية على توليها قيادة الاتحاد الإفريقي في ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات، واحتضانها لهذه الفعالية المهمة على أرض القارة الإفريقية لأول مرة منذ عشرين عامًا.
وأشاد البرهان بالإنجازات التي حققتها مصر في مجال النهضة الحضارية والتنمية الشاملة، وقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة، وذلك بفضل الإرادة والقيادة الواعية لمتطلبات المرحلة.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي ومعاقبتها على جرائمها وتصرفاتها كأنها فوق القانون الدولي.
وقال الرئيس الفلسطيني -في كلمته- إن بلاده تشارك في المنتدى الحضري العالمي في ظل الدمار وجرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم سرقة الأرض والموارد الطبيعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأضاف أن هذا يفرض علينا تحديات كبيرة تعيق جهود التنمية الحضرية المستدامة في أكثر من 60% من أرض الضفة الغربية المحتلة وكامل مدينة القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 80% من مساكن ومرافق ومستشفيات ومدارس قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي -خلال كلمته- أن هذه النسخة من المنتدى الحضري العالمي تأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وعلى كل مناحي الحياة فيها وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء إذ يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.
وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بضيوف المنتدى الحضري العالمي على أرض مصر وفي عاصمتها القاهرة التي تم تأسيسها منذ أكثر من ألف عام لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم مما كان دافعا لاختيارها لاحتضان النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات، حول قضايا التنمية الحضرية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير أساليب بناء مدن أفضل لتحسين حياة ملايين من البشر لاسيما في ضوء ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسبوقة تتعلق بالنمو السكاني السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، والتنمية المستدامة، وفقدان المسكن، وتوفير التمويل اللازم وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهتها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد افتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس القيادة الانتقالي بجمهورية السودان عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أنا كلوديا روسباخ.

أ م ف/ إ س/ع م م
/أ ش أ/