بكين في 24 أكتوبر /أ ش أ/ فاطمة سيف الدين

أكدت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أن القمة الأخيرة لتجمع دول البريكس التي اُختتمت فعالياتها اليوم /الخميس/ في مدينة قازان الروسية بمشاركة أكثر من 30 دولة، حازت بالفعل على اهتمام العالم في حين لعبت الصين خلالها دورًا مهمًا في دفع التعاون متبادل المنفعة بين الدول الأعضاء.

وذكرت الوكالة (في سياق تقرير أعدته حول هذا الشأن)، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول البريكس أصبحت وثيقة بشكل متزايد، مع الإشارة إلى أن مصطلح البريكس تمت صياغته في البداية في عام 2001 كمفهوم يشير إلى اقتصادات السوق الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين، ومع انضمام جنوب أفريقيا في عام 2010، بدأت مجموعة البريكس في التشكل رسميًا.

وأوضحت أنه بعد توسع التجمع في العام الماضي، ليضم مصر وإثيوبيا والسعودية ودولة الإمارات العربية، أصبحت الكتلة تمثل الآن ما يقرب من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونحو نصف سكان العالم وخمس التجارة العالمية، كما أنها أصبحت المنصة الأكثر أهمية في العالم للتضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية.

وقالت الوكالة إنه يُعتقد بشكل كبير أن البريكس باتت قادرة على تهيئة فرص جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول البريكس الأخرى، واستدلت على طرحها ببيانات صدرت عن هيئة الجمارك الصينية بأن التجارة الخارجية للصين مع دول البريكس الأخرى بلغت 4.62 تريليون يوان "أي حوالي 648 مليار دولار أمريكي" في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بزيادة 5.1% على أساس سنوي.

تعليقًا على ذلك، قال هونج يونج، الباحث في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة، في تصريح خاص للوكالة: إن نمو التجارة يمكن أن يعزى إلى درجة عالية من التكامل الاقتصادي، فضلاً عن التزام الصين بالانفتاح رفيع المستوى واتفاقيات التجارة الحرة بين الصين ودول البريكس الأخرى.

وفي القطاع الصناعي، كشفت البيانات نمو صادرات الصين من الصلب والمواد الخام إلى دول البريكس الأخرى بنسبة 8.6% و13.4% على أساس سنوي في الأرباع الثلاثة الأولى، وخلال نفس الفترة، حققت صادرات الصين من السلع الوسيطة مثل الدوائر المتكاملة ووحدات عرض الأجهزة اللوحية وأجزاء الطائرات إلى دول البريكس الأخرى نموًا مزدوج الرقم، مما ساعد أعضاء البريكس الآخرين على تعزيز صناعاتهم الناشئة.

كما كانت التجارة في المنتجات الزراعية قوية، وفي الأرباع الثلاثة الأولى، جاء أكثر من 80% من الدواجن والأسماك المجمدة وأكثر من 50% من السلطعون الذي استوردته الصين من أعضاء مجموعة البريكس.

وأضاف هونج، حول هذا الشأن:" بالنسبة لدول مجموعة البريكس، فإن التعاون التجاري لا يساعد فقط في تعزيز التبادلات التكنولوجية والابتكار، بل إنه يساعد أيضًا في جلب المزيد من فرص التنمية للدول الأعضاء وحتى العالم".

وفيما يتعلق بالقطاع المالي، أصبح بنك التنمية الجديد مشروعًا رائدًا لتعاون البريكس. وباعتباره أول بنك تنمية متعدد الأطراف تنشئه الاقتصادات الناشئة، يوفر البنك الذي يقع مقره الرئيسي في شنجهاي الدعم المالي لتطوير البنية الأساسية والطاقة النظيفة وحماية البيئة وبناء البنية الأساسية السيبرانية في جميع دول تجمع البريكس.

وبتمويل مجموعة من المشاريع التي تتراوح من السكك الحديدية الحضرية في الهند إلى مجمعات طاقة الرياح في البرازيل، وافق البنك بشكل تراكمي على قروض بقيمة 35 مليار دولار أمريكي لأكثر من 100 مشروع حتى الآن.

وبناءً على التزامها بالتعددية، اتخذت البريكس- حسبما أبرزت الوكالة- خطوات عملية لإطلاق العنان لإمكانات التعاون الاقتصادي والتجاري وخلق مجالات نمو جديدة، وتشمل هذه المبادرات تنسيق السياسات والمبادرات المشتركة لتعزيز فرص التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء.

وسلطت "شينخوا" الضوء في تقريرها على مخرجات الاجتماع الرابع عشر لوزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية للبريكس الذي عقد في موسكو في شهر يوليو الماضي حيث اتفق المشاركون على تكثيف التبادلات والتعاون في المجالات الناشئة مثل سلاسل القيمة العالمية والتقنيات الرقمية والمناطق الاقتصادية الخاصة وإجراء تعاون عملي في معايير المنتجات الخضراء والتوثيق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية وتعزيز تبادل السياسات وبناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات.

فاطم/ م ر ن ق/ه م غ
أ ش أ