القاهرة في 2 يوليو /أ ش أ/ سلط منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يسلط الضوء على أبرز تحديات القارة الإفريقية، حيث أكد المشاركون في فعاليات اليوم الأول للنسخة الرابعة من المنتدى الذي يعقد تحت شعار "إفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية" في القاهرة، على أبرز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.
وتناولت الجلسة الافتتاحية، التي عقدت تحت عنوان "عوالم متباعدة.. الربط بين السلام والأمن والتنمية في عالم ممزق"، فترة الاضطرابات وعدم اليقين التي يمر بها العالم والتوترات الجيوسياسية والاستقطاب وازدواجية المعايير التي باتت تمثل سمات المشهد الدولي الراهن، وسبل التعامل مع قصور أطر الحوكمة العالمية عن مواجهة التحديات التي تموج بها المنطقة والعالم أجمع.
وأشار المشاركون في الجلسة إلى تزايد الصراعات في جميع أنحاء العالم، والآثار العالمية بعيدة المدى والعواقب الإنمائية والإنسانية المدمرة لبعض هذه الصراعات، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب في غزة، والصراع في السودان.. ونتيجة لذلك، فإن العالم بشكل عام، وإفريقيا بشكل خاص، يبتعدان أكثر عن الوفاء بالوعود الواردة في أجندتي 2030 و2063.
ومن وجهة نظر إفريقيا، فإن الهياكل والأطر القائمة للحوكمة العالمية ليس بمقدورها ضمان نظام عالمي عادل ومنصف، مع تزايد خيبة الأمل إزاء المعايير المزدوجة.. ونتيجة لذلك، يؤكد القادة الأفارقة أصواتهم بشكل متزايد في المناقشات العالمية الجارية حول إصلاح التعددية والحوكمة العالمية.
وتزامن عقد جلسة تحت عنوان "20 عاما على إنشاء مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي: مستقبل السلم والأمن في إفريقيا"، مع حلول الذكرى العشرين هذا العام لتأسيس المجلس التابع للاتحاد الإفريقي منذ إطلاقه في 25 مايو 2004.. وعلى مر السنوات، حقق مجلس السلم والأمن، باعتباره ركيزة صنع القرار في هيكل السلام والأمن الإفريقي، خطوات كبيرة في معالجة الصراعات وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء القارة، ومع ذلك ثمة فجوات كبيرة حول تنفيذ البروتوكول الخاص به.
ومع تطور طبيعة تحديات السلام والأمن في إفريقيا على مر السنين، فإن عملية تقييم قدرة مجلس السلم والأمن على الاضطلاع بولايته تأتي في الوقت المناسب أكثر من أي وقت مضى، وهي عملية بدأها مجلس السلم والأمن رسميا بالفعل.
كما عُقدت جلسة تحت عنوان "العلاقة بين السلام والتنمية في إفريقيا من السياسة إلى الممارسة: توسيع نطاق الشراكات وتعزيز الحلول المتكاملة"، بهدف تعزيز النقاش حول تفعيل عملية السلام والتنمية في إفريقيا، وهو أولوية رئيسية لمنتدى أسوان منذ إنشائه في عام 2019، ضمن المبادرات الإقليمية والوطنية والمحلية، وتقديم توصيات قابلة للتنفيذ بشأن رؤية 2063 أو إفريقيا التي نريدها.
وسلط المشاركون الضوء على الدروس المستفادة وأفضل الممارسات في إطار أوسع للاستجابات المتكاملة والشاملة، وبما يتماشى مع شراكات أجندة 2030 في تعزيز الحلول المتكاملة عبر السلام والتنمية - وسد الفجوات بين السياسة والممارسة.
وفي جلسة تحت عنوان "إعادة تصور الهيكل المالي العالمي: ربط الإصلاحات بأجندة الوقاية"، شدد المتحدثون على أنه من الضروري ضمان أن يظل النظام العالمي مرنًا وقادرًا على حماية الدول الأكثر ضعفًا بفاعلية وكفاءة، إذ أن الهيكل المالي العالمي الذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية لا يعكس واقع اليوم ولم يعد قادرًا على الاستجابة للتهديدات المعاصرة أو التخفيف منها أو منعها"، مشيرين إلى أن الصدمات العالمية الأخيرة أظهرت الحاجة الملحة لإصلاح تحويلي للهيكل المالي العالمي وأدواته ليكون أكثر توافقًا مع الغرض في مواجهة التحديات العالمية، فبحلول عام 2030، سيعيش 60 في المائة من فقراء العالم في بيئات هشة ومتأثرة بالصراعات، معظمهم في إفريقيا".
وتطرقت جلسة بعنوان "الارتفاع المستمر للتطرف المؤدي إلى الإرهاب: إطلاق الشبكة الإفريقية لمنع ومكافحة التطرف المواتية للإرهاب" إلى أنه على الرغم من تقليص الأثر العام للإرهاب على مستوى العالم، تستمر القارة الإفريقية في المعاناة بشدة من انتشار وتوسع المنظمات الإرهابية، وأنه على الرغم من الجهود المستمرة في التصدي لتهديدات الإرهاب عبر القارة، إلا أن الاستجابات تركز بشكل كبير على الأمن، دون أن تتناول جذور المشكلة وتطوير وتنفيذ نهج متكاملة لتحقيق الاتجاهات الحالية والمتطورة للإرهاب في إفريقيا، بما في ذلك تأثير النزاعات الجارية على النتائج المستدامة".وركزت هذه الجلسة على الجهود والاحتياجات في التصدي للتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب.
وشهدت الجلسة إطلاق الشبكة الإفريقية لمنع ومكافحة التطرف من أجل السلام والتنمية المستدامة، برعاية مركز القاهرة الدولي لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، مبادرة جديدة من منتدى أسوان لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام (CCCPA) والشركاء لسد الفجوة بين النظرية والسياسة والممارسة - وفقًا لاتفاقية الاتحاد الإفريقي بشأن منع ومكافحة الإرهاب واستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب التي تؤكد أهمية الجهود المنسقة في منع ومكافحة التطرف المؤدي إلى الإرهاب تلبي الاحتياجات والواقع على الأرض.
وخلال جلسة مستديرة بالشراكة مع جامعة الأمم المتحدة وإدارة الأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، ناقش المتحدثون تقديم وتعزيز الجهود الإفريقية لبناء السلام متعدد الأطراف، بما في ذلك من خلال الاستفادة من الإطارات الهيكلية الإقليمية للوقاية من النزاعات في الاتحاد الإفريقي وسياسة إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاع المنقحة.. وقدمت الجلسة اقتراحات عملية لتعزيز شراكة الأمم المتحدة-الاتحاد الإفريقي في التعامل مع التحديات المترابطة اليومية.
وخلال اليوم الختامي للمنتدى غدا /الأربعاء/، ستسلط المناقشات والجلسات الحوارية الضوء على النهوض بالمناخ والسلام والأمن في مجال مؤتمر الأطراف، إلى جانب وضع تصورات حول اتخاذ موقف إفريقي مشترك بشأن المناخ والسلام والأمن.. كما ستدور المناقشات حول تعزيز إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراع في إفريقيا وبناء السلام من خلال التعليم من وجهة نظر الشباب الإفريقي.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة من منتدى أسوان تهدف إلى تعزيز وجهة النظر الإفريقية بشأن إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية، بما يشمل إجراء حوار مع الشركاء، وتأتي في توقيت دقيق يشهد خلاله العالم والقارة الإفريقية تحديات غير مسبوقة للسلام والأمن، وتزامنًا مع الاستعدادات الجارية لعقد "قمة المستقبل".
وتنعقد هذه النسخة بالتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وأطلق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين أثناء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في عام 2019 باعتبارها رائدا لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في إفريقيا.

م ح ع/ا ر/ف س ع
/أ ش أ/