القاهرة في 12 مايو /أ ش أ/ تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، شعار رفعته الدولة من أجل توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسـبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج، مما يسـاهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعمل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة على تحقيق نجاحات غير مسبوقة في مشروعات الاستصلاح الزراعي، فهو يعد أحد أكبر الكيانات على مستوى العالم العاملة في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية.
وتفقدت وكالة أنباء الشرق الأوسط مشروع مستقبل مصر وما تحقق من إنجازات في مجال الزراعة والتصنيع الزراعي، تزامنا مع موعد حصاد عدد من المحاصيل، مثل القمح والبنجر والبطاطس، وغيرها من المحاصيل.
وقال المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة العقيد دكتور بهاء الغنام "إنه تنفيذا للتوجيهات الرئاسية، فإن الجهاز يستهدف تنفيذ العديد من مشروعات الاستصلاح الزراعي بداية من منطقة الدلتا الجديدة، مرورا بالمنيا وبني سويف والفيوم، وصولا إلى أسوان والداخلة والعوينات من أجل تحقيق هدف زراعة 4 ملايين ونصف المليون فدان بحلول عام 2027".
وكشف عن نقلة كبيرة في حجم المساحة المستصلحة بداية من 30 ألف فدان في عام 2018 إلى 600 ألف فدان في 2023، و800 ألف فدان في 2024 ، موضحا أنه من المستهدف زراعة 1,6 مليون فدان في 2025، و4,5 مليون فدان في 2027.
ونوه بأن مشروع "الداخلة - العوينات" يعد نموذجا لاستغلال موارد الدولة من الصحاري الشاسعة القابلة للاستصلاح بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى منه بمساحة 15 ألف فدان، كما يجري التجهيز للبدء في استصلاح المرحلة الثانية بمساحة 200 ألف فدان إضافية، أما مشروع المنيا بني سويف ، فيأتي في إطار تنمية الجنوب وصعيد مصر، حيث تم البدء في تنفيذ مشروع استصلاح وزراعة 62 ألف فدان بتنفيذ مسارات لترع في المنيا وبني سويف.
وأضاف: "أما مشروع اللاهون فهو يأتي على مساحة 12 ألف فدان بطاقة 170 ألف متر مكعب/يوم لزراعة الخيار والطماطم وفلفل الألوان والمانجو والموز وغيرها من زراعات الخضر والفاكهة بالتكنولوجيا الإسبانية والمصرية، أما فيما يتعلق بمشروع السادات، فتم البدء في عام 2023 بزراعة 26 ألف فدان إضافية لتعظيم الاستفادة من المساحات الفضاء الصالحة للزراعة، ومنذ بداية العام الجاري تم الانتهاء من زراعة 13 ألف فدان، فيما يجري تنفيذ أعمال البنية التحتية لمساحة 13 ألف فدان إضافية، مخطط الانتهاء منها في يوليو المقبل لتصبح إجمالي المساحة المستصلحة في نطاق مدينة السادات 31 ألف فدان".
وشدد الغنام على أن جهاز مستقبل مصر يعمل أيضا على تنفيذ مشروع "الكفرة" على الحدود الليبية جنوب غرب واحة سيوة على امتداد 600 ألف فدان، لافتا إلى أن الجهاز يعتمد في مشروعاته على الزراعة بأنظمة الري المحوري والري بالتنقيط والزراعة تحت الصوب بأنظمة وتكنولوجيا الري الحديث للحفاظ على المورد المائي.
وشدد على أن الجهاز يولي اهتماما كبيرا لمجال التصنيع الزراعي من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والاستغلال الأمثل للموارد، حيث قام بتنفيذ منطقتين صناعيتين، الأولى المنطقة الصناعية للدلتا الجديدة، والتي تقام على مساحة 1000 فدان، وتشتمل على (مصنع العلف، والبصل والثوم والخضار والفاكهة المجمدة والبطاطس نصف المقلية والسكر والنشا) وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعي، مبينا أن كميات الخام المستخدم في المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية تصل إلى حوالي 3 ملايين طن بإنتاج يصل إلى نحو 1,5 مليون طن منتجات سنويا.
كما أوضح أنه تم أيضا إقامة مجمع الصناعات الغذائية "قها وإدفينا"، والذي يحتوي على صناعات العصائر والبقوليات والوجبات الجاهزة والمربى والصلصلة واللحوم المصنعة بطاقة استيعابية 470 ألف طن خام، وبإنتاج يصل إلى حوالي 550 ألف طن منتجات سنويا.
وفي مجال التخزين، أشار الغنام إلى أن الجهاز يقوم بالتوسع في مشروعات التخزين الاستراتيجي المتمثل في صوامع تخزين الغلال بطاقة 600 ألف طن وثلاجات تبريد وتجميد سعة 90 ألف طن، منوها بأن الجهاز نفذ أيضا السوق التجاري والبورصة السلعية، والذي يقع على تقاطع الطريق الدئري الإقليمي مع محور الضبعة، ويمثل ربطا لتداول المنتجات الزراعية بين الدلتا القديمة والجديدة على مساحة 500 فدان، ويضم 792 متجرا.
وقال "إنه من أجل العمل بشكل علمي، فقد تم إنشاء معمل بحوث زراعية لفحص واختبار المنتجات الزراعية والغذائية، والأسمدة والعقاقير البيطرية، واكتشاف الملوثات العضوية وفحص السموم الفطرية".
وفي مجال الثروة الحيوانية، أوضح الغنام أن الجهاز يعمل على التوسع في مشروعات الثروة الحيوانية، حيث تصل قدرات المزارع الحالية إلى 18 ألف رأس تسمين، و11 ألف رأس حلاب، و4 ملايين ونصف المليون رأس أغنام، فضلا عن إنشاء مزارع للإنتاج الحيواني على مراحل تنفيذية لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من اللحوم وسد احتياجات السوق المحلي.
أما فيما يتعلق بالتنمية العمرانية، فنوه إلى أن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة يقوم بتخطيط عمران الدلتا الجديدة وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء، حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع بيئي متكامل يستند إلى مبادىء التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء وإعادة التدوير في مجتمع صديق للبيئة ويحتوي على صفر كربون، حيث التوسع في أنشطة مجابهة تغير المناخ، فضلا عن التوسع العمراني في الاتجاه الغربي على قوام مشروع التنمية الزراعية والتصنيع الزراعي وكافة الأنشطة المتعلقة بالزراعة.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، شدد الغنام على أن جهاز مستقبل مصر يتعاون في أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، بالإضافة إلى شراكات القطاع الخاص في مجالات التصنيع الزراعي والخامات الزراعية اللازمة للتصنيع ومستلزمات الإنتاج، وأيضا التنمية العمرانية، كما يقوم الجهاز بتطوير الاستثمار ليشمل شراكات دولية في مجال البذور والتقاوي والتصنيع الغذائي، مثل الصين وروسيا.
ومن جهته، قال مدير الإدارة الزراعية بجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة المهندس شاهين حامد "إن إنتاج الفدان من القمح هو أعلى إنتاجية، حيث تتراوح من 18 إلى 22 إردبا للفدان، أما بالنسبة للذرة فتصل إنتاجية الفدان ما بين 3,5 إلى 4 أطنان للفدان، والبنجر من 40 إلى 45 طنا للفدان، بينما تصل إنتاجية البطاطس إلى 22 طنا للفدان".
وأكد أنه يتم استخدام أحدث أساليب الري المحوري، بالتنقيط والرش، مشددا على أن المشروع يقدم جميع التسهيلات للمستثمرين.
وأشار المهندس مصطفى أمين، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه أنضم حديثا للعمل بالمشروع، مؤكدا أن الجميع يعمل على إزالة أي عقبات من أجل تحقيق نجاحات كبيرة على أرض الواقع.. وقال "الجميع يشعر بالفخر للعمل في هذا المشروع القومي المهم"، منوها بأنه استفاد بشكل كبير من العمل في المشروع، خاصة وأنه يتميز بالعمالة المدربة الماهرة.
كما أكد المهندس يوسف صالح أن المشروع يعمل على توفير العديد من فرص العمل للشباب، مشيرا إلى أنه قدم للعمل بالمشروع من خلال الوظائف التي يتم طرحها على صفحة الجهاز على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مختتما بالقول "العمل يتم بشكل كبير في المشروع كخلية النحل، والجميع يعلم جيدا أهمية هذا المشروع لمصر والشعب المصري".

ف ط م
/أ ش أ/