أكد الباحثون أن الفصل المناخي الذي يولد فيه الطفل يلعب دورا هاما في فرص إصابته بالحساسية الغذائية، موضحين أن الأطفال الذين يولدون في الخريف (ما بعد الرياح الموسمية أو موسم الخريف، الذي يستمر من أكتوبر إلى نوفمبر) هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية .. وتشير البيانات الحديثة إلى أن معدلات الحساسية الغذائية آخذة في الارتفاع، حيث يعاني أكثر من خمسة ملايين طفل، بواقع طفلين في كل فصل دراسة بالحساسية الغذائية تجاه طعام واحد على الأقل، وذلك وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية في الممارسة.
وبالنسبة للدراسة الحالية، عمل الفريق البحثي في كلية الطب جامعة "نيويورك"، على اكتشاف السبب وراء هذه الزيادة، وقرر أن العديد من حالات الحساسية تبدأ على الأرجح بجلد جاف ومتشقق، مما يؤدي إلى تفاعل متسلسل لأمراض الحساسية المعروفة باسم مسيرة التأتبي .. يبدأ في سن الطفولة بالإكزيما ويؤدي إلى الحساسية الغذائية والربو وحمى القش في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
وقالت الدكتورة جيسيكا هوى "لقد نظرنا إلى كل طفل عولج في عيادتنا، وأولئك الذين ولدوا في الخريف كانوا أكثر عرضة لتجربة جميع الظروف المرتبطة بالمسيرة التأتبية"، مضيفة "غالبا ما يعاني الأطفال المصابون بالإكزيما من مستويات عالية من البكتيريا الضارة التي تسمى العنقوديات الذهبية على جلدهم، مما يضعف قدرة الجلد على منع مسببات الحساسية ومسببات الأمراض".
وتابع "عندما تكون جزيئات الطعام قادرة على اختراق الجلد بدلا من هضمها، فإن الجسم يراها غريبة ويخلق أجساما مضادة ضدها، مما يتسبب في إصابة الطفل بالحساسية".
يجري الباحثون الآن تجربة سريرية للنظر في مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تسهم في ضعف حاجز الجلد عند الأطفال .. إنهم يسجلون النساء الحوامل ويتابعن أطفالهن في مرحلة الطفولة المبكرة للنظر في كل شيء من العوامل البيئية إلى الجينات إلى الأدوية التي يتم تناولها والمنتجات المستخدمة في المنزل .. ويأمل الباحثون ألا يساعد هذا في تفسير سبب تعرض الأطفال المولودين في الخريف لخطر أكبر فحسب، بل سيساعد أيضا في تطوير حلول لوقف المسيرة التأتبية في مساراتها.
وأضافوا "نعتقد أنه إذا كان بإمكاننا التدخل في سن مبكرة جدا، حتى بعد خروج الطفل من الرحم مباشرة، فمن المحتمل أن تكون هذه طريقة لمحاولة إيقاف تطور هذه المسيرة التأتبية"، مشيرين إلى أن الحلول المحتملة الأخرى للوقاية من المسيرة التأتبية تتمثل في سد الحواجز الجلدية للأطفال المصابين بالإكزيما باستخدام لفائف مبللة ومستحضرات، وإدخال أطعمة مسببة للحساسية في وقت مبكر من الحياة للأطفال المعرضين للخطر.