• قمر
    قمر


تقرير/شادية محمود
أعلن الدكتور جاد محمد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الحسابات الفلكية التى أجراها علماء المعهد كشفت أن عدة شهر رمضان للعام الهجرى الحالى ١٤٤١ ستكون ٣٠ يوما ، وأن قمره اكتمل بدرا (مساء الخميس) فى تمام الساعة (. 12:45) بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة ، مشيرا إلى أنه ظهر ساطعا مكتملا فى سماء القاهرة حيث كان هذا البدر من نوع القمر العملاق أو مايعرف علميا بـ"السوبر مون".
وقال القاضى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إنه فى حالة القمر العملاق ( بدر شهر رمضان الحالى ) زاد حجم القمر بنسبة 14 فى المائة عن القمر العادى ، وزاد إشراقه بنسبة ٣٠ فى المائة ، حتى وصلت نسبة الاضاءة الى 98% ، ولذا فقد تراءى للمشاهد بدرا لمدة ثلاثة أيام متتالية فى يوم أمس الأول الاربعاء ، ويوم أمس الخميس واليوم الجمعة ، لأن عين الإنسان لا تستطيع تمييز استدارة قرص القمر بالكامل أو إضاءته الكاملة بنسبة 100 فى المائة ، فعندما تكون نسبة إضاءته ٩٧ فى المائة أو أقل قليلا يراه الإنسان بدرا أيضا ، وهو ما بدا فى يومي 6 و8 مايو الحالى.
وتابع :إن البدر الكامل التام كان الليلة الماضية ، وفي هذه المرحلة كان القمر في منطقة الحضيض في مداره..أي أن مسافته كانت أقل من 360 ألف كيلو متر من الأرض ، مشيرا إلى أن ظهور القمر في مراحل مختلفة يحدث عندما تتغير الإحداثيات الهندسية لكل من مواقع الشمس والأرض والقمر، ويكون شكله بدرا عندما يكون موقعا الشمس والقمر على جانبي الأرض متقابلين، مشيرا إلى أن القمر سيصل مرحلة التربيع الأخر الساعة 16:03 من مساء يوم الخميس المقبل ( 14 من شهر مايو الحالى) .
وأضاف أن اكتمال القمر بدرا جاء فى التوقيت الذى كشفت عنه حسابات علماء المعهد، مما يشير إلى صحة الحسابات الفلكية التى حددت غرة شهر رمضان حسابيا يوم الجمعة الموافق ٢٤ إبريل الماضى .
وقال رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفي إنه خلال الأيام القليلة الماضية زادت المسافة بين القمر والشمس في قبة السماء كل ليلة، منذ وقع القمر فى لحظة التربيع الأول الساعة 22:38 من مساء يوم الخميس 30 ابريل بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة ، وذلك مع اقتراب القمر من طور البدر المكتمل، وبدلا من شروقه بعد الظهر تأخر إلى أن أشرق مع غروب الشمس ، مشيرا إلى أنه ترتب على ذلك زيادة ساعات الصوم فى مصر زيادة يومية تدريجية إلى أن تصل فى نهاية الشهر إلى 15:28 ساعة.
ووفقا للحسابات الفلكية، فإن عدد الأطوار التى يمر بها القمر خلال دورانه حول الأرض تبلغ ٨ أطوار فى كل شهر ، يتغير خلالها شكله المرئي من مرحلة الهلال مرورا بالبدر ثم ينتهي بالمحاق، وتنشأ تلك الأطوار نتيجة دوران القمر خلال شهر عربي كامل حول الأرض على شكل قطع ناقص بيضاوى المدار، فتختلف أطواره بشكل دوري أثناء عملية الدوران اعتمادا على التغير في المواقع النسبية لكل من القمروالأرض والشمس.
وتعد فترة التربيع الأول، وقتا مثاليا لرصد تضاريس سطح القمر باستخدام المنظار ثنائى العينية أو تلسكوب صغير، حيث يظهر نصف القمر ونصفه الآخر مظلما، كما أن الجبال والفوهات وغيرها تكون واضحة جدا خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانبين المضيء والمظلم نظرا لتداخل الضوء والظلال ما يعطي منظرا ثلاثي الأبعاد.
ويمثل البدر أحد الأطوار الكثيرة التي يمر بها القمر كل شهر، والتي يزداد عبرها حجمه فيها حتى يصبح دائرة كاملة ساطعة ، ويعود السبب في توالي أطوار القمر إلى أن القمر يدور بصورة مستمرة حول الأرض، وأثناء دورانه تسقط عليه أشعة الشمس بزوايا مختلفة ، وعند النظر إليه من على سطح الأرض ، يبدو وكأن نصفه مضئ دائما ، ونصفه الذي لا يظهر عندها للراصدين مظلم دائما.
والبدر في اللغة العربية هو القمر كامل الاستدارة، ويكون القمر بدرا في منتصف دورته حول الأرض، بالتحديد في ليلة اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى ، والمعروفة علميا وجماهيريا "بليلة البدر "، والشهر القمرى هو الفترة الزمنية اللازمة لدوران القمر حول الأرض، والتي تبلغ 27.3 يوما تقريبا.
وترجع المراحل المختلفة للقمر إلى أن له مدارا حول الأرض ، وعند النظر إليه من الأرض يبدو وكأنه يقترب من الشمس ، ووقتها يصبح مظلما ، أو يبتعد عنها، ووقتها يصبح بدرا ، والقمر هو التابع الطبيعى الوحيد للأرض، وهو خامس أكبر قمر من حيث الحجم في المجموعة الشمسية كلها، والتي تحتضن حوالي 150 قمرا، إذ يتجاوز قطره ٣ آلاف كيلومتر، ولذلك فإنه يظهر بوضوح شديد في السماء ، فهو والشمس التي تظهر بنفس الحجم تقريبا، يعتبران أكبر جسمين يظهران في سماء الأرض.
والقمر أصغر بكثير من الشمس، لكن قربة الشديد من الأرض يجعل الإنسان يتصور أنه يقارب الشمس فى الحجم ، وتصل المسافة الفاصلة بين الشمس والقمر ثلث مليون كيلومتر تقريبا ، وقمر الأرض كبير الحجم نسبيا ، ويبلغ حجمه 27 فى المائة تقريبا من حجم الأرض، ولذا فهو أكبر أقمار المجموعة الشمسية بالنسبة للكوكب الذي يتبعه، ولهذا السبب فإن للقمر تأثيرا كبيرا على الأرض، فهو قادر على إحداث تغيرات طفيفة عديدة فى طقسها وتضاريسها بواسطة قوة جاذبيته، وتعرف هذه القوة بالمد والجزر.