• محمدjpg
    محمدjpg

شادية محمود
" يوم ميلاد محمد " يوما تاريخيا أعظم

القاهرة فى ٨ نوفمبر أ ش أ //٠٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
إن ما يملأ قلوب المسلمين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول فى كل عام من ناموس المحبة ، وما يهز نفوسهم من الفيض النوراني المتدفق جمالا وجلالا ، ذكرى مولد الهدى ورسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتى هذا اليوم محملا بأجمل الطيب وبذكريات القرون السابقة ، مما يعكس عناية المسلمين من أسلافهم الكرام إلى يومنا هذا بإحياء هذا اليوم التاريخي الأعظم الذى أكرمه الله بمولد النبى
وما ابتكره المسلمون فى كافة ارجاء العالم الإسلامى من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ، ما هو إلا لإظهار التعلق به وإعلان تمجيده ، وتطلع النفوس إلى استقصاء خبر تلك الأيام ، حيث كان المسلمون الأوائل ملوكا وعامه يتسابقون إلى الوفاء قدر المستطاع من بهذه المناسبة الكريمة ٠
الإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب له، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان ، ليس هذا فقط بل إن له دلالات ومؤشرات دينية واجتماعية مختلفة فهو احتفال ديني مروهو أيضاً ظاهرة اجتماعية عامة وسائدة منذ عقود الدول والإمارات الإسلامية منذ عهد الفاطميين إلى اليوم ٠
ويآتى احتفال المسلمين في كل عام بالمولد النبوى الشريف ليس باعتباره عيدًا بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته بإقامة مجالس الذكر التى ينشد فيها قصائد مدح النبى ويكون فيها الدروس من سيرته ٠
ومن يتوغل في التاريخ الإسلامي يجد أن أول من احتفل بالولد النبوي الشريف هو النبي نفسه من خلال قوله صلى الله عليه وسلم "هذا يوم ولدت فيه " ، ويذكر الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه "حسن المقصد في عمل المولد" أنّ أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي قال عنه السيوطي وابن كثير: أنه أحد الملوك الأمجاد والكبراء وكان له اعمال حسنة .