• الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل
    الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل

برشلونة في 9 فبراير /أ ش أ/ أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل، أن الدور المصري في التعامل مع الأحداث والتطورات في المنطقة يعد ركيزة أساسية للاستقرار وترسيخ السلام بالإقليم.
وقال السفير ناصر كامل - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ - إن التطورات الراهنة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، أظهرت أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مصر في التعاطي مع الأحداث، وسعيها الحثيث لإنهاء هذا الصراع من جهة، ومساندة الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، والانطلاق إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ونوه بأن الدور المصري كان ولا يزال محورياً في التعامل مع الأوضاع الملتهبة بالإقليم، مشيراً إلى أن توافد عدد كبير من قادة العالم إلى مصر في الأسابيع الماضية وحرصهم على التشاور مع القيادة السياسية المصرية بشكل يومي يبرز أهمية الدور الذي تلعبه القاهرة في التعامل مع الأحداث الراهنة، ويكشف عن المساعي المصرية لوضع نهاية للمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وسلط الضوء على المبادرات التي تطرحها مصر ودور الوساطة الذي تلعبه بين كافة الأطراف للتوصل لاتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مجدداً التأكيد على أن مصر هي ركيزة مهمة ورئيسية لاستقرار المنطقة التي أضحت في الأسابيع الماضية مسرحا لمأساة إنسانية لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتعليقاً على اختيار مدينة الإسكندرية لتكون أول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط لعام 2025 إلى جانب تيرانا (ألبانيا).. وصف الأمين العام القرار بأنه "منطقي للغاية"، موجها الشكر لمحافظ الإسكندرية على مبادرته بتقديم ملف ترشيح الإسكندرية، والذي لاقى ترحيباً وإجماعاً من كافة أعضاء دول الاتحاد وذلك من منطلق القيمة التاريخية للمدينة باعتبارها واحدة من أقدم المدن في حوض المتوسط، إن لم تكن الأقدم.
وشدد على أن الإسكندرية بطبيعتها وتاريخها كانت ملتقى وبوتقة للعديد من الثقافات، حيث تعد مدينة مصرية عربية إفريقية متوسطية امتزجت فيها العديد من الثقافات.. مضيفاً أنه من الطبيعي أن تكون "لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط" في طليعة المدن التي تحظى بشرف أن تكون عاصمة للثقافة، إلى جانب مدينة تيرانا (ألبانيا)، وهي الدولة المتوسطية ذات التاريخ.
وتابع أن اختيار مدينة تيرانا إلى جانب الإسكندرية سيسمح لألبانيا أن تظهر الأبعاد الجديدة لها، حيث تسير بخطوات متسارعة في مجال التنمية الشاملة، اجتماعياً واقتصادياً.. لافتا إلى أن الفرصة ستكون مواتية لعاصمة ألبانيا أن تبرز لمواطنيها ومواطني دول حوض البحر المتوسط ما تتمتع به من تنوع ثقافي ومعرفي.
وذكر السفير ناصر كامل أن الفعاليات التي سيتم تنظيمها في إطار اختيار الإسكندرية عاصمة للثقافة بدول المتوسط ستبرز الخصوصية غير مسبوقة لهذه المدينة، مما يساهم أيضا في تأكيد مبدأ أن هناك الكثير يجمع دول حوض المتوسط، وأننا نتشارك في العديد من القيم والثقافات والأبعاد، وأن هناك انفتاحا على كافة أشكال الثقافات.
وأشار إلى ضرورة دعم التنوع الثقافي في دول حوض البحر المتوسط؛ انطلاقا من ارتباط تلك المنطقة بالصراعات أو الانقسامات، مشددا على أن الثقافة هي إحدى الوسائل التي تعمل على تقليص حجم الخلافات، والتأكيد على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا، خاصة ونحن نعيش في المنطقة الآن العديد من الصراعات والمآسي على الصعيد الإنساني سواء في غزة أو في مناطق أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب الصحراء.
وأعرب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط عن اعتقاده بأن الإسكندرية ستمثل نموذجاً للتعايش والتنوع الثقافي والسلم الاجتماعي ومثالاً لمدينة تنظر للمستقبل دون أن تهمل تاريخها الثري المتنوع.

م و س/عزم
/أ ش أ/