مكة المكرمة في ٢٨ مايو / أ ش أ/ من/ محمد مصطفى عبد الرءوف
يُعد مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة أحد المعالم الإسلامية البارزة في المملكة العربية السعودية، ويعكس الاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية الكعبة المشرفة، حيث تُصنع فيه كسوة الكعبة سنويًا بأيدي ماهرة، في مزيج مدهش من الحرفية التقليدية والدقة التكنولوجية الحديثة.
وقام موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط لمكة المكرمة بجولة في المجمع اطلع خلالها على مراحل صنع كسوة الكعبة المشرفة.
وبدأت المملكة في إنتاج كسوة الكعبة عام 1346هـ (١٩٢٥ م) بأمر من الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بعد أن كانت تُصنع في مصر لقرون طويلة.
ومع تزايد الخبرات والقدرات، أُنشئ “مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة” في مكة المكرمة عام 1397هـ، (١٩٧٦م)ليكون مؤسسة متكاملة ومتخصصة في صناعة الكسوة وصيانتها، مزوّدة بأحدث المعدات وأمهر الكوادر.
يتألف المجمع من عدة أقسام رئيسية تشمل:
قسم النسيج الآلي واليدوي: لحياكة قماش الحرير الأسود المستخدم في الكسوة.
قسم الطباعة والتطريز: لتطريز الآيات القرآنية والنقوش باستخدام خيوط الذهب والفضة.
قسم المختبر والجودة: لمراقبة جودة المواد الخام والمنسوجات.
قسم الخياطة والتجميع: لتجميع القطع وتفصيل الكسوة بما يتوافق مع أبعاد الكعبة.
كيف تصنع كسوة الكعبة؟
تبدأ صناعة الكسوة بتحضير الحرير الطبيعي الخام، الذي يُصبغ باللون الأسود باستخدام تقنيات متقدمة. بعد ذلك، يُنقل القماش إلى قسم النسيج حيث يُحاك بأسلوب خاص باستخدام آلات حديثة، كما تُنفذ بعض الأجزاء يدويًا للحفاظ على الطابع التراثي.
ثم تبدأ عملية التطريز، حيث تُكتب الآيات القرآنية والنقوش الإسلامية بخيوط الذهب والفضة، ويُستخدم في ذلك أكثر من 120 كيلوجرامًا من الخيوط المطلية بالذهب والفضة. يتم التطريز يدويًا بدقة فائقة على قطع القماش السوداء، خصوصًا في منطقة الحزام، والستارة (التي تُعرف بالبرقع) التي تُوضع على باب الكعبة.
بعد ذلك تُنقل القطع المطرزة إلى قسم الخياطة والتجميع، حيث تُجمّع الكسوة بالكامل في أربع قطع تُركّب على جوانب الكعبة، إضافة إلى قطعة خامسة تُغطى بها الستارة، وتُركّب الكسوة الجديدة في صباح يوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، بالتزامن مع وقوف الحجاج بعرفة.
وإلى جانب صناعة الكسوة، يقوم المجمع بإنتاج كسوة احتياطية وترميم الكسوة الحالية وصيانتها والمشاركة في المعارض الإسلامية وتدريب الكوادر السعودية على الحِرَف المرتبطة بصناعة الكسوة.
ولانتاج كسوة الكعبة المشرفة يقوم المجمع باستهلاك أكثر من 700 كيلوجرام من الحرير سنويًا واستخدام أكثر من 100 كيلوجرام من خيوط الذهب والفضة وأكثر من 200 موظف وفني سعودي يعملون في المجمع.
ويقوم المجمع بفتح أبوابه للزيارات الرسمية والعامة، مما يعزز الوعي بأهمية هذا التراث الإسلامي الفريد.
يبقى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة منارة حضارية وروحية، تنبض بالإيمان والفن، وتُجسد عناية المملكة المستمرة بالكعبة المشرفة، مخلّدة بذلك شرف خدمة قبلة المسلمين بأعلى درجات الإتقان والتقدير.
م م ع/ح س م
أ ش أ
كسوة الكعبة المشرفة .. خيوط من ذهب تُنسَج في قلب مكة المكرمة
مصر/أمن/شـئون دينية
You have unlimited quota for this service