القاهرة في 26 فبراير /أ ش أ/ حذر اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، من أن المنطقة العربية تتعرض لأصعب واسوأ مرحلة في تاريخها الحديث، منبهاً إلى أن ما يحدث في قطاع غزة غير مرتبط فقط بالقضية الفلسطينية بل له تأثير مباشر على الأمن القومي العربي.
وأضاف اللواء الدويري، في كلمته اليوم الأربعاء، أمام ندوة "مشروعات التهجير والقضية الفلسطينية" المنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر "غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، أننا نواجه اليوم كارثة أمنية عسكرية سياسية واقتصادية تتطلب التعامل معها بحسابات رشيدة وعمل جاد، مشدداً على أن هذا هو توقيت الموقف العربي للتصدي لهذا الطوفان القادم الينا والذي علينا مواجهته بكل ما نملك من وسائل.
ووصف الانقسام الفلسطيني-الفلسطين في يوليو ٢٠٠٧ بـ "النكبة الفلسطينية الثالثة"، بعد نكبتي ١٩٤٨ و١٩٦٧؛ وذلك لأن جميع الحروب الإسرائيلية الأخيرة اندلعت مستفيدة من هذا الانقسام، مؤكداً أن العدوان الإسرائيلي لم يكن ليجد طريق إلى النور لو كان هناك وحدة فلسطينية.
وأنذر بأن إسرائيل تسعى لأن تكون هذه النكبة هي الأخيرة حتى لا يكون هناك قضية فلسطينية بعد ذلك، مضيفاً أننا كعرب نتصدى لهذا المخطط، وعلينا مسئولية أمام الأجيال الحالية والأجيال المستقبلية لمجابهة هذا الخطر الذي بات يطرق كل أبواب الدول العربية وليس مصر والأردن فقط.
واستعرض اللواء الدويري موقف مصر مما يشهده قطاع غزة بل والقضية الفلسطينية، موضحاً المبادي الأساسية لمصر في هذا الشأن وفي مقدمتها أن القضية الفلسطينية هي جزء من منظومة الأمن القومي المصري، علاوة على أن كل تحرك مصري هو تحرك جاد ومدروس يهدف إلى تحقيق المصالح المصرية والفلسطينية والعربية.
ونوه بان الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم ولن يتغير منذ العام ١٩٤٨، مذكراً بانه عقب ١٤ يوماً من احداث السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي خريطة طريق امام مؤتمر القاهرة الدولي للسلام ارتبطت بتسوية القضية الفلسطينية وبعثت برسالة مفادها أن تلك القضية ليس لها سوى الحل السياسي.. مضيفاً انه في ديسمبر ٢٠٢٣ طرحت مصر ايضاً رؤية شاملة لاتفاق الهدنة؛ وهو الاتفاق الذي يتم تنفيذه اليوم بمراحله الثلاثة في غزة.
وسلط اللواء محمد إبراهيم الضوء على الجهود المضنية التي تبذلها مصر في عملية التفاوض الصعبة والمعقدة، وحيا القيادة السياسية والوفد الأمني وكل من يتحرك من أجل إنجاز اتفاق الهدنة في غزة.
وذكر بأن مصر حددت منذ بداية الأزمة الخطوط الحمراء وأنذرت بأن التهجير إلى سيناء هو خط أحمر، ونجحت بالفعل في إيصال تلك الرسالة إلى العالم أجمع.
وتحدث اللواء محمد إبراهيم عن خطة مصر في "اليوم التالي للحرب"، وهي اعادة إعمار قطاع غزة بدون تهجير سكانه، حيث تعد القاهرة خطة متكاملة علمية و عملية، ونتطلع إلى دعمها خلال القمة العربية المرتقبة الأسبوع المقبل لتكون خطة مصرية عربية.
وتابع أن شعب مصر رغم ظروفه الاقتصادية الا انه لم يتاخر عن تقديم المساعدة إلى اشقائه داخل قطاع غزة، مذكراً بأن 80% من المساعدات الاغاثية التي دخلت إلى قطاع غزة هي مساعدات مصرية من اجل دعم صمود الشعب الفلسطيني على ارضه ومساندته على تجاوز محنته إلى ان يتم اعادة بناء القطاع.
وأضاف ان مصر تسعى كذلك إلى تمكين الفلسطينين من إدارة قطاع غزة عبر ما يسمى بلجنة الإسناد المجتمعي بحيث يكون كل اعضائها من الفلسطينيين دون وجود اي طرف خارجي فيها، كما تعمل على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي العسكري بل والمدني من قطاع غزة ووقف كافة العمليات العسكرية والحرب.
واكد اللواء محمد إبراهيم ان مصر تهدف إلى الوصول بالنهاية الى العملية السياسية من اجل الدفع نحو تحقيق حل الدولتين.
واختتم بالتأكيد على أن نحو ١١٠ ملايين مصري قد عبروا عن رفضهم القطاع لتهحير شعب فلسطين من أرضه ، و يصطفون خلف قيادتهم المصرية الوطنية الحكيمة، مشدداً على ضرورة أن تشهد القمة العربية المرتقبة في الرابع من مارس المقبل دعماً للخطة المصرية بشأن إعادة إعمار غزة ؛ لتبعث برسالة حاسمة للعالم أجمع بأن العرب جميعاً لا يقبلوا بالتهجير .
س.ع
/أ ش أ/