القاهرة - نيويورك في 8 يناير /أ ش أ/ قال السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن المجموعة العربية بنيويورك تشدد على موقفها الثابت إزاء دعم سوريا وعدم تركها بمفردها، فأمن سوريا ركن أساسي من أركان الأمن القومي العربي، نعمل على حفظه وحمايته ككافة أوطاننا الأخرى.
وشدد عبدالخالق، في بيان المجموعة العربية الذي ألقاه، اليوم الأربعاء، خلال جلسة مجلس الأمن حول التطورات في سوريا، على مواصلة الوقوف مع الشعب السوري الشقيق حتى يحقق ما يصبو له من تطلعات في وطن مستقر ومزدهر في القريب العاجل.
وأضاف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة أن سوريا الشقيقة تمر بتحول تاريخي سيكون له نتائج وتداعيات ليس فقط على إخوتنا في سوريا ولكن أيضاً على منطقة الشرق الأوسط، فالشعب السوري عانى على مدار أكثر من ١٣ عاماً من مأساة إنسانية لم يكن يستحقها أبداً، أدت إلى اقتتال داخلي وأعمال عنف، واحتلال ومحاولات لتقسيم أراضيه، وتهجير داخلي وخارجي، وانتشار للجماعات الإرهابية، وتداعيات اقتصادية دفعت بأغلب سكانه إلى ما دون خط الفقر، وهو الآن يواجه تحدياً جسيماً مرتبطاً بعملية سياسية ومرحلة انتقالية ليست بالهيئة أبداً، ويجب أن نحرص جميعاً على سلامتها وانسيابيتها وحسن سيرها بدعم كامل للشعب السوري الشقيق.
وأوضح أن المجموعة العربية تؤكد على دعم الدول العربية الكامل للشعب السوري وحرصها على أن تكون المرحلة الحالية نقطة انطلاق المستقبل مشرق وتشدد على محاور موقفها الثابت من تلك الأزمة.
وأشار السفير أسامة عبدالخالق إلى أن المجموعة تؤكد أن الدول العربية لم تتخل أبداً عن سوريا في محنتها الماضية، وأن دعمها الحالي ليس وليد اللحظة بل يعكس نوايا صادقة لصالح الشعب السوري.. لافتا إلى أن الدول العربية بذلت جهوداً كبيرة في الماضي من خلال عدة أطر ومنها لجنة الاتصال العربية لدفع مسار الإصلاح السياسي في سوريا، وتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف، وحث النظام السابق على التجاوب مع مطالب التغيير وذلك بهدف وقف الاقتتال وحقن دماء السوريين وحماية سوريا ووحدتها الترابية.
كما أشار إلى مساهمة الدول العربية في تقديم الدعم الإنساني للشعب السوري الشقيق على مدار الأعوام الماضية خاصة خلال أزمة الزلزال في عام ۲۰۲۳، واستضافت بكل ترحاب الأشقاء السوريين كأخوة مرحب بهم في أوطانهم الثانية.
وأكد السفير عبدالخالق أن الدول العربية ما زالت منخرطة وبقوة في دفع العملية السياسية الحالية في مسارها الصحيح لأن هذا واجب علينا وحق للشعب السوري الشقيق "فأنتم منا ونحن منكم أهل سوريا الشقيقة".
وشددت المجموعة العربية، في البيان الذي ألقاه مندوب مصر، على سيادة وسلامة ووحدة واستقلال الأراضي السورية.. وأدانت احتلال إسرائيل المستمر للجولان السوري منذ العام ١٩٦٧ ، واستغلالها الانتهازي للوضع الحالي لاحتلال المزيد من الأراضي السورية وقصف المدن والمنشآت والبنية التحتية السورية، بما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واتفاق فض الاشتباك لعام ١٩٧٤ .
وطالبت مجلس الأمن بالتدخل لحفظ السلم والأمن ووقف العدوان الإسرائيلي ووضع حد لهذا الاحتلال، و أيضاً بإنهاء التواجد غير الشرعي لكافة القوات الأجنبية في الأراضي السورية.
وأكدت المجموعة العربية تضامنها الكامل مع سوريا وشعبها الشقيق في هذه المرحلة التاريخية، ودعمها للجهود الرامية إلى إعادة بناء الوطن من خلال عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة وطنية سورية خالصة، تشمل جميع مكونات الشعب السوري وقواه الوطنية، وتهدف لمشاركة فاعلة لجميع السوريين في صياغة مستقبل أفضل لوطنهم وبناء المؤسسات الوطنية السورية، بدعم من جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة، وفق روح ومبادئ قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، بما يعيد لسوريا الشقيقة مكانتها الطبيعية، ونشدد على أن صياغة هذه العملية لن تتأتي سوى بوقف جميع التدخلات الخارجية الهدامة مع ضرورة تقديم كافة الأطراف الوطنية السورية مصلحة الشعب السوري فوق أي اعتبار آخر، بما يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها الترابية ويقضي على الإرهاب، ويحفظ حقوق أبناء الشعب السوري دون استثناء.
وقال السفير عبدالخالق، في البيان، إن المجموعة العربية تدين أنشطة الجماعات الإرهابية التي ترغب في استغلال الفراغ الحالي، وتشدد على أهمية تعزيز كافة الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب على ضوء كون هذا الخطر خطراً عالمياً يمس استقرار المجتمع الدولي برمته.
ودعت المجموعة العربية إلى تكثيف الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية الراهنة في سوريا، وتوفير الدعم الإنساني للشعب السوري الشقيق، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية.
كما طالبت المجموعة العربية بدعم إعادة الإعمار وتهيئة الظروف الإنسانية والحياتية والسياسية الملائمة لبدء العودة الطوعية والأمنة والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم وتقديم كل العون اللازم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية؛ وبحشد الموارد للآليات الأممية ومنها خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا والتي ما تزال تعاني نقصاً حاداً في التمويل.

ا د م/م س ع
أ ش أ