القاهرة في 2 يناير/أ ش أ/نسمة الخطيب
في الوقت الذي يشهد فيه الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة نشاطًا كبيرًا خلال شهر يناير الجاري قبيل الإعلان عن عدة مسابقات للتوظيف بالجهاز الإداري للدولة وذلك تلبية لحاجة العديد من المؤسسات الحكومية لضخ موارد بشرية جديدة بها، يكثف "سماسرة الوظائف" نشاطهم لتضليل الراغبين في التقديم في مسابقات التوظيف التي يعلن عنها الجهاز خلال شهري يناير ويونيو من كل عام؛ تنفيذًا لنص المادة 12 من قانون الخدمة المدنية الصادر برقم 81 لسنة 2016.
ويعقد الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز اجتماعات متتالية منذ شهر نوفمبر الماضي وحتى يناير الجاري لمراجعة كافة المراحل التي تسبق وتلي الإعلان عن المسابقات ، حيث تبدأ المرحلة الأولى بدراسة الجهاز لتخطيط الموارد البشرية في الجهات الطالبة لموظفين جدد بالتزامن مع متابعة المتطلبات اللوجيستية المتطلبة لتنفيذ المسابقة ثم تليها مرحلة صياغة إعلان المسابقة والتي تحكمها عدة محددات.
ويأتي على رأس هذه المحددات ضرورة موافقة المسابقة للدستور فيما يتعلق بوضع شروط تكفل تكافؤ فرص التقديم بين جميع المواطنين دون التمييز وفقًا لأي اعتبار، ولصحيح القانون سواء قانون الخدمة المدنية باعتباره المنظم والشريعة العامة التي تحكم عمل الجهات بالجهاز الإداري للدولة، أو قانون الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أو قانون الجهات التي لها طبيعة خاصة.
وعقب ذلك تأتي مرحلة تهيئة البنية التكنولوجية وإعداد الاستمارة الإلكترونية التي تتضمن كافة تفاصيل المسابقة ثم نشرها على موقع بوابة الوظائف الحكومية في الموعد المحدد لذلك، وتتوالي عملية التقديم وتدقيق مراجعة طلبات المتقدمين، وإعداد قائمة الذين انطبقت عليهم الشروط لخوض المرحلة التالية وهي الامتحان الالكتروني الذي يعقده الجهاز بمركز تقييم القدرات والمسابقات بمركز الإدارة العامة بفرعيه بمنطقتي مدينة نصر والعجوزة.
وقبيل إتاحة موعد الامتحان الالكتروني للمتقدمين ، يبذل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة جهدًا قد لا يظهر للمتقدمين أو المتابعين ولكنه جهد يفرضه الوازع الأخلاقي والوطني والإنساني الذي يتضح أن الجهاز يعليه في كافة أعماله حيث يقوم قبيل وضع جدول الامتحانات بمراعاة عدة عوامل منها مراعاة ظروف الطقس المتوقعة سواء في محافظات بعينها كالمحافظات التي تشهد نوات أو أمطار غزيرة قد تصعب عملية انتقال المتقدم لآداء الامتحان بمقر المركز بالقاهرة وأيضا مراعاة حركة المرور والظروف المحيطة بوسائل النقل خلال مناسبات معينة.
ويحرص الجهاز على تحديد موعد امتحان المتقدمين من محافظات الصعيد ، بعيدًا عن الأيام العشرة الأواخر في شهر رمضان والأيام العشرة الأوائل في شهر شوال ؛ نظرا لما تشهده وسائل النقل من إقبال شديد على حركة السفر من وإلى محافظات الصعيد في هذه الأوقات.
ويواصل الجهاز جهوده في مرحلة عقد الامتحان بالمركز ثم إعلان النتائج وفتح التظلمات ثم إرسال النتيجة إلى الجهة التي قام بتنظيم المسابقة لصالحها.
ووسط كل هذه الجهود الحكومية، يأبى "سماسرة الوظائف" الذين يتخفون خلف حسابات الكترونية وهمية إلا أن يفوتوا هذه الفرصة لتحقيق مكاسب شخصية عبر تضليل المواطنين الراغبين في التقديم والمتقدمين أيضا عبر حيل متنوعة رغم كل التحذيرات التي ينشرها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بأن منظومة المسابقات مميكنة ولا يمكن التدخل البشري فيها ، إلا أن "سماسرة الوظائف" يواصلون بيع سلعتهم "المسمومة" وتتنوع أساليبهم لنصب شباكهم لاقتناص المتقدمين، والتي لا يقع فيها الأكفاء.
ومن بين أساليب نصب سماسرة الوظائف : الإدعاء بقدرتهم على التقديم في المسابقة للمواطنين نظير مبلغ مالي بشكل يضمن لهم قبول أوراقهم، وهو ما كذبه الجهاز .. مؤكدًا أنه صمم بوابة الوظائف الحكومية بشكل مبسط يمكن أي مواطن من التقديم بنفسه سواء عبر جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول.
- الإدعاء بتواصلهم مع موظفين يعملون بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة والتنسيق معهم لإنجاح متقدمين محددين نظير مبلغ مالي وهو ما كذبه الجهاز أيضا معلنًا مرارًا أن منظومة المسابقات مميكنة ومؤمنة ضد أي تدخل بشري سواء من داخل الجهاز أو خارجه.
- الإدعاء بتسريب فيديوهات من داخل مركز تقييم القدرات والمسابقات حيث مقر عقد الجهاز للامتحانات الإلكترونية، وهو ما نفاه الجهاز..موضحًا أن ما تحتويه هذه الفيديوهات هي مواد إعلامية منشورة ضمن تقارير أعدتها وسائل إعلام متنوعة، وتم تصويرها بإشراف الجهاز، ولم تعرض أي مواد لها علاقة بأسئلة الامتحانات.
-الإدعاء السماسرة بأن لديهم رابط إلكتروني للتقديم في المسابقة يتميز بسرعة فائقة في التقديم، وهو ما سبق للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة التحذير من أن رابط بوابة الوظائف الحكومية هو https://jobs.caoa.gov.eg/ ولا توجد أي روابط أخرى للتقديم، محذرًا من خطورة استخدام روابط مجهولة المصدر.
- الإدعاء عبر إرسال رسائل نصية على الهواتف المحمولة أو الاتصال تليفونيا بالمتقدم، وطلب مبلغ مالي نظير إرسال موعد الامتحان أو أي تفاصيل تتعلق بالمسابقة .. وفي هذا الصدد حذر الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة من أنه لا يتواصل مع أي متقدم هاتفيًا وأن بوابة الواظائف الحكومية هي الآلية الوحيدة للتواصل بين الجهاز والمتقدمين .. كما أن كود التقديم الذي يظهر للمتقدم عقب عملية التقديم هو بمثابة الرقم السري لمتابعة المتقدم لمراحل المسابقة عبر البوابة أيضا.
وأمام كل التحذيرات التي ينشرها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، وعبر وسائل الإعلام..يراهن "السمسار" على عدم وعي المتقدم وتجاهله لمتابعة القنوات الرسمية للجهاز والتي ينشر عليها كافة تفاصيل المسابقات.
وعقب إتاحة الجهاز الاستعلام عن موقف المتقدم من حيث استيفائه للشروط والمستندات المطلوبة لخوض الامتحان الإلكتروني، يصطدم عشرات ومئات المتقدمين بالاستبعاد نتيجة عدم استيفائهم للمستندات أو إرفاق مستندات غير صحيحة، والذي ينتج عن جمع السماسرة لعدد كبير من مستندات الراغبين في التقدم والخلط بينهم.
وتتجدد التساؤلات بين المتقدمين، ما مصير الأوراق الثبوتية التي تم إرسالها للسمسار والمكتبات ومقاهي الانترنت؟ وهل يمكن أن تستخدم ضد صاحبها خاصة وأنها تتضمن صور ملونة من بطاقة الرقم القومي، وصورة شخصية، وصورة المؤهل الدراسي، وصحيفة الحالة الجنائية بجانب رقم الهاتف المحمول الشخصي للمتقدم ومستندات أخرى؟.
كما تتطور التساؤلات والمخاوف لتشمل هل يستطيع هؤلاء السماسرة الذين يتخفون خلف حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي اختراق حساباتهم البنكية أو إنشاء محافظ الكترونية معتمدين على مستندات ثبوتية حقيقية لديهم؟.

ا ج
/أ ش أ/