القاهرة في 30 أبريل /أ ش أ/ كتبت : ماهيتاب عبدالرؤوف
زيارة تاريخية يقوم بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر اليوم /الثلاثاء/ ، تعد الأولى له للقاهرة بعد توليه مقاليد السلطة في بلاده، إذ تأتي في توقيت بالغ الخطورة بالنظر إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من توترات وصراعات وتحديات تتعلق في الأساس بمخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد أهل قطاع غزة ؛ ما يتطلب تنسيق العمل العربي المشترك لاسيما قبل انعقاد القمة العربية الـ33 المقررة الشهر المقبل في العاصمة البحرينية المنامة.
وقد أجمع دبلوماسيون، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ، على أن زيارة أمير الكويت إلى مصر وقبل انعقاد "قمة المنامة" تعزز الجهود العربية الساعية لإعادة الهدوء والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط ووقف نزيف الدم الفلسطيني ونصرة شعب فلسطين وقضيته العادلة عبر دفع مختلف دول العالم نحو الاعتراف بالدولة المستقلة علاوة على تعظيم العلاقات المصرية الكويتية في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والاستثمارات.
وأكد رئيس مجلس الشئون الخارجية السابق السفير منير زهران أهمية زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى القاهرة في هذا التوقيت الحرج الذي تشهد فيه المنطقة العربية اضطرابات نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية المدمرة على الفلسطينيين وانتهاك دولة الاحتلال لسيادة سوريا ولبنان وضربها مصالح إيران في دمشق، الأمر الذي ينذر باتساع رقعة الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين بل والدوليين.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن هذه الزيارة تأتي قبيل نحو أسبوعين فقط من انعقاد "قمة المنامة" ؛ ما يدعم التضامن العربي والقدرات في مواجهة التحديات المختلفة وتحقيق الاستقرار في المنطقة المضطربة والتي تتطلع شعوبها إلى السلام ونصرة شعب فلسطين المظلوم منذ نحو 76 عاماً.
ورأى أن أمير الكويت سيطلع ، خلال تواجده بالقاهرة ، على آخر التطورات المتعلقة بجهود مصر سواء فيما يتعلق بالهدنة ووقف إطلاق النار في غزة أو حرصها على استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع..مشيداً بمواقف الكويت الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، ورفض السياسات الإجرامية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين من قبل حكومة تل أبيب، فضلاً عن تشجيع الكويت لمساعي إيجاد حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأثني السفير منير زهران على الروابط الوثيقة بين مصر والكويت والتي لم تتأثر أبدا على مر التاريخ ومع اختلاف القيادات بل ظلت شامخة ومثالاً يحتذى في المنطقة العربية..منوهاً بأن زيارة الشيخ مشعل للقاهرة سوف تعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
ومن جهته ..أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أيمن مشرفة أن زيارة أمير الكويت لمصر تأتي استمراراً للتشاور بين الدولتين في ضوء تطابق الرؤى إزاء أغلب التحديات والقضايا التي تواجهها المنطقة وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحرية الملاحة في المضايق والبحر الأحمر.
ونوه بأن الكويت تثمن الدور المصري الرائد في حماية أمن الخليج ضد الأطماع الإقليمية والدولية، وكذلك جهودها من أجل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ووقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة والاعتداءات المتواصلة على الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وأبرز أن تلك الزيارة التاريخية من شأنها زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر ومعدل التبادل التجاري ليلبي طموحات الجانبين..منوها بالعلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع البلدين وأواصر المحبة بين الشعبين.
وذكر أن العلاقات المصرية الكويتية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حيث كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال الكويت كما أسهمت مصر بمعلميها في نهضتها التعليمية وبمهندسيها في مسيرة البناء ، واحتضنت الجامعات المصرية أبناء الكويت الذين يكنون لمصر كل الحب والانتماء.
وتابع، في هذا الشأن، أنه وفي المقابل وقف أبناء الكويت مع مصر خلال أزماتها بدءاً من العدوان الثلاثي 1956 ونكسة 1967 وصولاً لحرب أكتوبر المجيدة، وذلك إيماناً منهم بأن أمن مصر القومي واستقرارها مرتبط بشكل مباشر بأمن دول الخليج العربي.
وشدد السفير أيمن مشرفة على أهمية الجالية المصرية بالكويت وملف العمالة، من حيث أعدادها الكبيرة وتأثيرها الإيجابي في المجتمع الكويتي علاوة على الاستثمارات الكويتية المهمة في مصر على مدار العقود السابقة والتي تزايدت لتصل إلى حوالي 15 مليار دولار فضلاً عن حرص السياح الكويتيين على التوجه إلى مصر إذ إن هناك نحو 30 رحلة طيران أسبوعياً بين البلدين.
وبدوره .. قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن إن التشاور والتنسيق بين القيادة المصرية والكويتية لا ينقطع في ضوء العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأضاف حسن أن زيارة أمير الكويت إلى القاهرة تحمل عدة ملفات مهمة وعاجلة وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي تشهد ارتكاب جميع أنواع الجرائم بجانب مستقبل القضية الفلسطينية وجهود مصر في التهدئة ووقف إطلاق النار وخطة ما بعد الحرب والأفق السياسي لحل الدولتين.
وتابع أن جدول أعمال "قمة المنامة" يحتل أهمية بالغة في المباحثات المصرية الكويتية من أجل توحيد الصف لمواجهة الأزمات والتحديات التي يشهدها عدد من الدول العربية (فلسطين والسودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان) فضلاً عن العلاقات مع دول الجوار الإقليمي، وكلها موضوعات تحتاج إلى التنسيق المستمر بين البلدين.
وأشار إلى أنه بجانب استعراض العلاقات العربية العربية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي فمن المتوقع أن يناقش الرئيس السيسي وأمير الكويت ملف العلاقات الثنائية ودفع الاستثمارات الكويتية في مصر بالإضافة إلى ملف العمالة المصرية والتأشيرات..مشدداً على أن التشاور السياسي على مستوى القادة يقرب دائما وجهات النظر بين الجانبين.
وأكد أن مصر تجمعها علاقات خاصة للغاية مع دولة الكويت منذ أن استقلت وإلى يومنا هذا..مذكراً بوقوف مصر مع الكويت في مواجهة كل الاعتداءات عليها عبر التاريخ فضلاً عن وقوف الكويت إلى جانب مصر في حرب أكتوبر وخلال فترة الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب ثورة 25 يناير.
وسلط السفير رخا أحمد حسن الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الجالية المصرية في عمليات البناء والتنمية في دولة الكويت منذ المراحل الأولى لاستقلال الكويت وحتى الوقت الراهن.

ا ج
/أ ش أ/