23 يوليو ... ثورة شعب بقيادة جيش
فى مثل هذ اليوم 23 يوليو عام 1952ً إستيقظ المصريون على قَسَم الضباط الأحرار بأن يحرروا بلادهم من الظلم والإستبداد، لتشق الثورة طريقها لتحقيق تحول إجتماعى جذرى وبناء إقتصاد إشتراكى قوى يحقق للمصريين أهداف الثورة فى الإستقلال الوطنى والعدالة الإجتماعية. وبذلك يكون قد مر 69 عام على أهم الثورات المصرية علي مر العصور ثورة بيضاء نجحت في تغيير وجه التاريخ المصري تمامًا، ثورة الجيش المصري التي نقلت مصر من عهد الملكية إلي عهد الجمهورية، ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة. عقد الضباط الأحرار عدة إجتماعات يتدارسون من خلالها الموقف في حذر وحيطة، كان آخرها الإجتماع الذي عقد يوم 22 يوليو عام 1952 للإطلاع على الخطة النهائية للتحرك ، وكانت الخطة تحمل في طياتها عوامل نجاحها لبساطتها وتحقيق السيطرة الكاملة على القوات المسلحة، وبالتالي الإستيلاء على سلطة السيادة فى البلاد. بدأت بسيطرة القوات المسلحة على مبنى القيادة العسكرية بمنطقة كوبرى القبة وإقتحامها بمجموعة من الضباط الأحرار، و مجموعة أخرى قاموا بإعتقال بعض كبار رجال الدولة من منازلهم لضمان عدم تحرك قوات عسكرية ضد الثورة. ثم كانت السيطرة على جهاز الحكومة المدني، وإنزال قوات إلى الشوارع للسيطرة على عدد من المواقع المدنية الحيوية. أظهر الشعب تأييده التلقائي للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه ليعلن مساندته لهذه المجموعة الوطنية من أبنائه الضباط الأحرار، وكان هذا التأييد بمثابة تكليف لقادة الحركة بالإستمرار، وبذلك إستمدت ثورة يوليو شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، وتعبيرها عن واقعه وآماله في تحقيق الإستقلال والكرامة. إستطاع الشعب المصري أن يسترد حقه الشرعى في إختيار حكامه، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وتم تعيين جمال عبد الناصر في منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قرارًا فى 18 يونيو 1953 بإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية. وفي 17 إبريل 1954 تخلى محمد نجيب عن رئاسة الوزارة ، وإقتصر على رئاسة الجمهورية ومجلس الثورة ، وتم تكليف جمال عبد الناصر بتشكيل الوزارة فألفها برئاسته وإنتخب بعد ذلك جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية في 23 يونيو 1956. حققت ثورة 23 يوليو مكاسب كثيرة للشعب المصرى حيث أجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا. بعد أن وضعت الثورة ضمن مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة وعدالة إجتماعية، أصدر قانون الملكية الذى نص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فداناً للملاك القدامى، وتم إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعى التى تولت عملية تسلّم الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التى حددها القانون لهم وتوزيع باقى المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء إلى ملاك. ويعتبر إنشاء السد العالى من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو، لأنه ساهم فى التحكم فى تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، وتوليد الكهرباء. وحدثت ثورة صناعية فى مصر، من خلال تشييد العديد من المصانع، بجانب مكاسب عدة حققتها المرأة فى شتى المجالات بعد ثورة 23 يوليو 1952، وشهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيراً كبيراً فى حياتها، بعد أن أولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المرأة المصرية بالإهتمام، وعمل على تحسين الحياة الإجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية وتم تعيين أول وزيرة مصرية للشئون الاجتماعية، وهى حكمت أبوزيد، كما نجحت الثورة فى خفض نسبة الأمية بين المصريين. إنّ ثورة يوليو ضربت أروع الأمثلة لإنحياز الجيش المصرى العظيم لتطلعات وآمال الشعب فى الحياة، التى تقوم على العدالة الإجتماعية، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تسطر يوماً بعد يوم بطولات خالدة على مر التاريخ. الصورة من أرشيف أ. ش. أ. إعداد / ريم زايد ، دنيــــا شرف
- ذاكرة أ ش أ/ثورة 23 يوليو