ميلاد حنا الغائب الحاضر

‘يظل المرء عالما طالما طلب العلم وإن ظن أنه علم فقد جهل ‘ . تلك الحكمة التى احتفظ بها ميلاد حنا تحت زجاج مكتبه والحكمة الثانية ‘ ربي أعطني العزم لتغيير ما أحتاج تغييره وأعطني الصبر والاحتمال على مالا أستطيع تغيره وامنحني الحكمة لأفرق بينهما ‘ . الغائب الحاضر هكذا لقب فخر مصرميلاد حنا الذي ولد فى 24 يونيو 1924 ، فرغم غيابه عن الحياه فى 26 نوفمبر 2012 الا انه كان حاضرا فى مؤتمر منتدى شباب العالم 2018 حيث قام المؤتمر على كتابه ‘ الأعمدة السبعة ‘ ،الذي يعالج ويتناول فيه من منظور ثقافي واسع مكونات الشخصية المصرية وتطورها عبر التاريخ، والتحولات التي مرت بها وأدت إلى تغير المصريين فى لغتهم ودينهم عدة مرات خلال العصور المختلفة، كما أنه يوضح الشخصية المصرية التى تتميزبالتسامح والتكامل وأحياناً الصراع مما يجعل لها القدرة على العيش المشترك والتفاعل الحضاري المتواصل، وهو ما يحتاجه العالم في هذه المرحلة التي تصطدم فيها العولمة مع الهويات الوطنية ويتصارع فيه أيضاً ممثلو بعض السلفيات من أصحاب التفسيرات المتشددة للأديان السماوية والفلسفات غير السماوية وأكد حنا فى الكتاب على ضرورة التعايش المشترك والوحدة الوطنية وهي القضية التي كرس لها ميلاد حنا حياته ويذكر حنا أن كتاب الأعمدة الاسبعة بأنه ليس سياسيا إنما يخاطب العقل والوجدان لتناوله حب الوطن الذى يهدف إلى الوحدة الوطنية وألف حنا أيضا كتاب ذكريات سبتمبرية تناول فيه تجربة اعتقاله ، وكتاب قبول الآخروكتاب أريد مسكنًا، وكتاب نعم أقباط لكن مصريون. ألف تلك الكتب القيمة والمهمة رغم أنه كان مهندسا ، وحصل على الدكتوراة في هندسة الإنشاءات من جامعة «سانت أندرو» في اسكتلندا عام 1950، ثم عين معيداً فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وتدرج في عدة مناصب حتى عُين استاذاً متفرغاً بكلية الهندسة في جامعة عين شمس عام1984 . ويعد حنا واحدا من أبرز الكتاب والمفكرين السياسيين ، وتميز فى دراسة الهندسة ، وكان ضمن المشاهير الذين شملتهم اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام 1981، مع رموز الحركة الوطنية. و كان عضوا في المجلس الأعلى للثقافة المصري. حصل ميلاد حنا على العديد من الجوائز الدولية من بينها وسام (النجم القطبي الذي لا يخبو) بدرجة كوماندوز، من ملك السويدعام 1998، وجائزة (سيمون بوليفار) من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو عام 1998، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1999و جائزة (فخر مصر) من جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر عام 1998 . الصور من أرشيف أ.ش.أ إعداد / شيماء حسين