نبوية محمد موسى ابنة محافظة الشرقية التي حطمت كل القيود الاجتماعية لتمهد الطريق لفتيات الأجيال القادمة
ولدت فى 17 ديسمبر 1886 بكفر الحكمة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية لوالد كان ضابطا بالجيش المصري برتبة اليوزباشي ،استحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات حيث بدأت نبوية موسى تتلقي تعليمها في بيتها مثل بنات جيلها ثم درست مبادئ النحو والصرف باجتهادها الشخصي كما علمها الشقيق الأكبر ألف باء اللغة الإنجليزية وظلت مثابرة على الدرس دون أن تلتحق بأي مدرسة حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها. فكرت في أن تلتحق بإحدى المدارس ولكن أسرتها عارضت تلك الرغبة معارضة شديدة فتقدمت سرا لامتحان النقل إلى السنة الثالثة الابتدائية وهى لا تعرف إلا القليل عن اللغة الإنجليزية. أظهرت مقدرة عظيمة في اللغة العربية مما أدهش الممتحنين فقرروا قبولها والتغاضي عن ضعفها في اللغة الإنجليزية ودخلت المدرسة وتقدمت لامتحان إتمام الشهادة الابتدائية وكان عدد الدفعة المتقدمة في هذا العام 2783 طالبا وكان ترتيبها الـ79. وكان كلا من محمود فهمي النقراشي (باشا) وعباس محمود العقاد زملائها في الدفعة وقد تقدمت عليهما في مادة اللغة العربية .. التحقت نبوية بالسنة الأولى في مدرسة معلمات السنية وفى عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات ثم عينت مدرسة لغة عربية في مدرسة عباس الأميرية بمرتب أربعة جنيهات ترفع إلى ستة جنيهات بعد اجتياز مرحلة التمرين وعندما وجدت أن خريجي المعلمين العليا يمنحون ضعف هذا المرتب تقريبا فتقدمت باحتجاج إلى وزارة المعارف تدين فيها هذه التفرقة فجاءها الرد بأن تلك التفرقة ترجع إلى أن خريجي المعلمين العليا حاصلون على البكالوريا "الثانوية العامة" فقررت أن تحصل على هذه الشهادة بمجهود ذاتي حيث لم يكن متاح في ذلك الوقت مدرسة بكالوريا للفتيات واستطاعت نبوية موسى أن تحصل على هذه الشهادة في عام 1907 لتكون بذلك أول فتاة مصرية تحصل على البكالوريا وكان ذلك بعد معركة خاضتها ضد وزارة المعارف وكان لهذا النجاح ضجة كبرى نالت نبوية موسى بسببه شهرة واسعة. عند افتتاح الجامعة الأهلية المصرية عام 1908 انتدبت نبوية موسى لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف سيدات الطبقة الراقية ثم في عام 1909 عينت ناظرة لمدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم وفي عام 1910 رشحها أحمد لطفي السيد لتكون ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة فتولت إدارتها واستطاعت أن تنهض بهذه المدرسة حتى حازت المركز الأول وبعد ذلك شعرت نبوية موسى بقصور في الكتب المقررة في تناول الموضوعات فقامت بتأليف كتاب المطالعة العربية لمدارس البنات بعنوان ثمرة الحياة في تعليم الفتاة في عام 1911 وقررته وزارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها وفي عام 1914 عينت في وزارة المعارف بوظيفة وكيلة معلمات بولاق ثم بعد ذلك عينت ناظرة لمدرسة معلمات الورديان بالإسكندرية وظلت في هذه الوظيفة حتى عام 1920 الذي نقلت فيه لتكون مفتشة التعليم الأولى بديوان الوزارة بالقاهرة ثم أصبحت في عام 1924 كبيرة المفتشات تعتبر الفترة 1937- 1943 هى أزهى فترات نبوية موسى وأكثرها نشاطا وفعالية بعد أن تخطت الخمسين من عمرها فقامت إلى جانب إدارة مدارسها بالقاهرة والإسكندرية بالمشاركة في الأنشطة التربوية العامة والمؤتمرات التعليمية وإلى جانب ذلك أنشأت مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم “الفتاة” ، وشاركت أيضا في الحركة النسائية وكانت ضمن الوفد النسائي المصري المسافر إلى مؤتمر المرأة العالمي المنعقد في روما عام 1923. حصلت نبوية موسي على وسام النيل من الملك فؤاد فكانت أول موظفة في مصر تحصل على هذا الوسام. وقضت سنواتها الباقية في المعاش حتى توفيت في 30 أبريل 1951 وهى في نحو الخامسة والستين تاركة سجلا حافلا بالذكريات واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات، فقد كانت نموذجا فريدا لإرادة الفتاة المصرية القادرة على تجاوز واقعها وقهر ظروف التخلف
- ذاكرة أ ش أ/حدث في مثل هذا اليوم