نيازي مصطفي شيخ المخرجين
يعد نيازي مصطفى واحدا من أهم رواد الإخراج السينمائي ، له العديد من البصمات السينمائية التي ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين حتى الأن. ولد نيازي في الحادي عشر من نوفمبر عام 1910، في محافظة أسيوط، لأب سوداني من الأعيان ولأم تركية الأصل ذات مستوى تعليمي رفيع في ذلك الوقت، كان والده يتمنى أن يراه مهندسًا، ولكنه لم يمانع رغبته في دراسة السينما ، وسعى نيازي إلى تقوية لغته الإنجليزية من أجل فهم واستيعاب كل ما تنشره المجلات الأجنبية التي كانت أول نافذة يطل منها على عالم السينما الخارجية- إلى أن حصل نيازي على شهادة البكالوريا – الثانوية العامة - وكان ترتيبه الـ16 على مستوى مصر ، فقرر السفر إلى ألمانيا عام 1929 من أجل تحقيق حلم والده في دراسة الهندسة والميكانيكا، ولكن حبه وعشقه للسينما دفعه إلى تغيير مجاله ودراسة السينما لمدة ثلاث سنوات حيث التحق بمعهد الفيلم الألماني، وتعلم خلالها فنون الطبع والتحميض والعدسات والتصوير وكل ما يتعلق بفن التصوير والإخراج عاد إلى مصر والتقى الاقتصادي العظيم طلعت حرب، الذي ساعده على العمل في شركة "مصر للتمثيل والسينما"، وكانت بدايته في قسم المونتاج، حيث كان ينتج أفلامًا دعائية عن شركات "بنك مصر"، ثم عمل مساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، ومع مرور الوقت تولى مهمة الإخراج، وقدم أفلاما شارك في كتابة بعضها. تميز نيازي في إخراج أفلام الحركة الممزوجة بالخدع السينمائية وإضافة المؤثرات البصرية إليها، وكان متابعًا لكل جديد خلال رحلاته الخارجية، فكان حريصًا على حضور مهرجان «كان» السينمائي الدولي، كما أنه سافر إلى هوليوود عام 1951 لمتابعة آخر ما وصل إليه التطور في علوم السينما، ولعل فيلم «سر طاقية الإخفاء» أحد أشهر أعماله السينمائية التي اعتمد فيها على الخدع البصرية وكان أول فيلم له عام١٩٣٧ وهو «سلامة في خير» بطولة نجيب الريحانى ، كما أخرج فيلما للسينما العراقية بعنوان «ابن المشرق» عام ١٩٤٩. تزوج نيازي مرتين، الأولى: كانت من الممثلة كوكا التي اشتهرت بأداء دور البدوية ، وكانت مساعدته في قسم المونتاج باستوديو مصر، أما الزوجة الثانية كانت من الراقصة نعمت مختار . منح نيازي العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، إذ منحته الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما الشهادة الذهبية عام 1976، كما كرمه المركز الكاثوليكي عن مجمل أعماله عام 1977، وحصل على جائزة الريادة من الجمعية المصرية لفن السينما عام 1986، كما حرصت الدولة على تكريمه في أكثر من مناسبة عامة. رحل المخرج الكبير عن عالمنا مقتولًا في 19 أكتوبر عام 1986 في ظروف غامضة، ، إذ قتل مساء اليوم الذي انتهى فيه من تصوير المشهد الأخير من فيلم القرداتي. ولم تتوصل النيابة إلى الجاني ، وأثار مقتله عاصفة من الجدل ، لأن نيازي كان شخصا محبا للحياة وليس له عداوات مع أحد. ورحل نيازي تاركا مكتبة فنية كبيرة زاخرة بأعمال سينمائية رائعة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين حتى وقتنا الحاضر حيث قدم على مدار مشواره السينمائي الطويل ما يقرب من 150 فيلمًا سينمائيًا مع عدد كبير من نجوم السينما المصرية منذ نهاية الثلاثينات وحتى منتصف الثمانينات ، ومن أشهر أعماله: سر طاقية الإخفاء، شارع محمد علي، عنتر بن شداد ، رصيف نمرة 5، أول نظرة، غني حرب، ليالي الأنس ، صغيرة علي الحب، وهيبة ملكة الغجر، الصبر جميل، من أين لك هذا،30 يوم في السجن، التوت والنبوت ، فتوات الحسينية. إعداد / ريم زايد
- ذاكرة أ ش أ/حدث فى مثل هذا اليوم