(ملك الترسو .. ووحش الشاشة ) فريد شوقي
ملك من نوع خاص ، فنان انفرد بأكبر عدد من الألقاب في تاريخ السينما العربية، صاحب جمهور متنوع من كل الطبقات والفئات، ففي الوقت الذي كان ينادى بـ"فريد بك" لقبة الجمهور ب"ملك الترسو" . ولد فريد شوقي محمد عبده في حي البغالة بالسيدة زينب فى 30يوليو 1920. له شقيق توأم هوالمرحوم اللواء أحمد شوقي ، نشأ في حي الحلمية الجديدة،حيث انتقلت إليه الأسرة بعد ولادتهم ، كان والده يعمل مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، حصل على دبلوم معهد الهندسة التطبيقية. شارك في بداية شبابه بفرق ومسارح الهواة ، واحترف الفن من خلال فرقة يوسف وهبي المسرحية، والتي كان يؤدي فيها أدوارا صغيرة المساحة في البداية، ولكن مع مرور الوقت استطاع أن يثبت موهبته ويصبح ممثلا رئيسيا بالفرقة. طموح فريد شوقي كان يفوق جميع التوقعات، فلم يكتفي بأن يكون الممثل الرئيسي بفرقة يوسف وهبي المسرحية ، ولكنه أصر على الالتحاق بالدفعة الأولى من المعهد العالي للتمثيل،والذي زامله فيه كل من شكري سرحان وفاتن حمامة وتخرج منه عام 1947. وفتح له المعهد الباب للحصول على أول أدواره السينمائية فى فيلم "ملاك الرحمة". مع يوسف وهبي وأمينة رزق ، ثم قدم فيلم ‘ملائكة في جهنم ‘ عام 1947 إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك. قام فريد شوقي في بدايته السينمائية بتمثيل أدوار الشر في معظم أفلامه السينمائية ، إلى أن قدم فيلم "الأسطى حسن" عام 1952 والذي كتب قصته وأخرجه صلاح أبوسيف، لتتوالى بعد ذلك سلسلة من الأفلام التي مثل فيها شوقي الطبقة الكادحة من المجتمع فلقب ب" ملك الترسو" والتي كان لها دور بارز وحيوي في المجتمع . حيث ساهمت أفلامه في إصدار قوانين جديدة لمصلحة المجتمع فأصدر وزير الشؤون الاجتماعية عقب مشاهدة فيلم «جعلوني مجرماً» للمبدع الكبير عاطف سالم ، قانون الإعفاء من السابقة الأولى . وياتي بعد ذلك فيلم «كلمة شرف» فبعد مشاهدة رئيس الوزراء للفيلم وافق على تعديل أحد أهم قوانين السجون، فأصبح بإمكان السجين الخروج لمدة 48 ساعة ليزور أهله، عرض فيلم كلمة شرف عام 1973، من تأليف وتمثيل فريد شوقى وشاركه بالبطولة كل من أحمد مظهر ورشدى أباظة وهند رستم. ولم يقتصر دوره على التمثيل فقط، ولكنه امتد إلى كتابة القصة والسيناريو والحوار والإنتاج ، واختاره بديع خيري ليكون بطلاً لفرقة الريحاني، بعد وفاة بطلها وابنه عادل خيري، وقدم نحو 20 مسرحية. استطاع أن يحقق جماهيرية كبيرة في مصر والعالم العربي، فكان النجم الأول بلا منافس خلال فترة الخمسينيات والستينيات في أ دوار ‘ الحركة ‘ الأكشن ، ولكنه لم يقتصر على تقديم هذه النوعية فقط، بل كان حريصا أن يقدم أعمالا سينمائية إبداعية توثق تاريخه الفني، مثل "باب الحديد"، و"بداية ونهاية" ، و"السقا مات". وقام بالعمل فى أفلام لبنانية وسورية وتركية منها "شيطان البوسفور، وعثمان الجبار. ورفض فريد شوقي الابتعاد عن الأضواء عندما تقدم به العمر، ولكنه اختار أن يصنع نجومية ممزوجة بالنضج الفني، فقدم أعمالا تلفزيونية وسينمائية خالدة مثل مسلسل " البخيل وأنا " و"عم حمزة" و"العاصفة" و"صابر يا عم صابر"، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات الناجحة مثل مسرحية "شارع محمد علي " و "البكاشين". حصل على أكثر من 92 جائزة أبرزها وسام الفنون الذي سلمه له الرئيس جمال عبد الناصر وجائزة الدولة عن قصة (جعلونى مجرما) عام 1955 وجائزة الإنتاج في مهرجان برلين عام 1956 عن فيلم (الفتوة ) و في عيد العلم لعام 1964 سلمه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الفنون من الطبقة الأولى اعترافًا بأن الفن سلاح أساسي في وقت الحرب. تزوج فريد شوقي خمس مرات الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره، والثانية من محامية، والثالثة من ممثلة غير معروفة هي زينب عبدالهادي وأنجب منها منى، ثم من الفنانة هدى سلطان واستمر زواجهما لمدة 15 عامًا، وأنجب منها ناهد ومها، وشكّلا معًا ثنائيًّا سينمائيًّا متميزًا في السينما المصرية . وأخيراً من سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها عبير ورانيا، ولقب بـ «أبو البنات»، وتوفي ملك الشاشة في 27 يوليو 1998 عن 78 عاما ولا يزال موجودًا بين جمهوره بأعماله المحفورة فى عقل ووجدان محبيه، علامة من علامات السينما المصرية والعربية. الصور من أرشيف أ. ش .أ إعداد/ ريم زايد
- ذاكرة أ ش أ/حدث في مثل هذا اليوم