توفيق الحكيم
"إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غيرالمطبعة " تلك كلمات رائد الكتابة المسرحية العربية توفيق الحكيم الذى أنشأ المسرح الذهني وكانت مسرحية أهل الكهف هى بذرة ذلك التيار. وهو أول مؤلف إبداعي استلهم موضوعاته من التراث المصري عبر عصوره المختلفة، ، كما أنه استمد أيضا قضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر له. وأتسم أسلوبه بقدر كبير من العمق والوعي دون تعقيد أو غموض والمزج بين الرمزية والواقعية بشكل فريد يتميز بالخيال . تميز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي التصوير. ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية فى أكتوبر1898 .لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء ، ولأم تركية أرستقراطية ،إلتحق بمدرسة بدمنهور ثم انتقل إلى البحيرة ثم إلى القاهرة فى المرحلة الثانوية وشارك مع أعمامه فى ثورة 1919 وقبض عليه واعتقل بسجن القلعة واستطاع والده نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه وأستكمل دراسته عام 1920 وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، ثم إلتحق بـكلية الحقوق بناء على رغبة والده ليتخرج منها عام 1925،ثم عمل محاميا متدربا بمكتب أحد المحامين المشهورين، ، وتمكن والده من إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة ولكنه إنصرف عن دراسة القانون، واهتم بـالأدب المسرحي والقصص، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة ، فاستدعاه والده إلى مصرعام 1927 ليعمل وكيلا للنائب العام عام1930في المحاكم المختلطة بالإسكندرية . وفي عام1934 عمل مفتشاً للتحقيقات فى وزارة المعارف ، ثم مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي واستقال عام1944، وعاد إلى الوظيفة الحكومية مرة أخرى فى عام 1954 ليكون مديرا لدار الكتب المصرية وفي نفس العام أنتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة وفي عام 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب،ثم مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971. ونال العديد من الجوائز منها : قلادة الجمهورية عام1957 وجائزة الدولة في الآداب عام 1960 و قلادة النيل عام 1975 والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام1975 وتوفى فى 26يولو 1987. الصورة الأولى: يوسف ادريس ثم توفيق الحكيم ثم عمر الشريف فى مكتب الحكيم بجريدة الأهرام . الصورة الثانية: نجيب محفوظ ثم يوسف ادريس ثم توفيق الحكيم ثم احسان عبد القدوس فى مكتب الحكيم فى جريدة الأهرام. الصور من أرشيف أ.ش.أ –إعداد شيماء حسين .
- ذاكرة أ ش أ/حدث في مثل هذا اليوم